تقرير : ام سلمة العقاب
لم تكن العلاقات السودانية الاماراتية وليدة لحظة التغيير الذي شهده السودان في ابريل من العام 2019 والتي كانت حاضرة الى جنب السودان تقدم الدعم والسند فقد بادرت بتقديم يد العون للشعب السوداني لتجاوز محنته فالعلاقات بين السودان ودولة الامارات العربية المتحدة تاريخية وراسخة فضلا عن ان الدعم السياسي والمادي الاماراتي لم يتوقف يوما في مختلف الظروف.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول عبد الفتاح البرهان قد اجرى الايام الماضية زيارة لدولة الامارات يرافقه وزير المالية والتخطيط الاقتصادي ووزير الخارجية المكلف ومدير جهاز المخابرات العامة بحث خلالها مع ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة لدولة الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين، واشاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالدعم الكبير الذي ظلت تقدمه دولة الامارات للسودان لدعم وانجاح الفترة الانتقالية معربا عن امله في تطوير وتمتين اواصر العلاقات بين البلدين في كافة المجالات .
وتجلت مواقف الامارات في دعم السودان في الفترة التي تلت التغيير الذي شهدته البلاد كانت مبادرتها مع المملكة العربية السعودية بتقديم حزمة مساعدات بقيمة 3مليار دولار منها 500 مليون دولار وديعة ببنك السودان المركزي وخصصت المبلغ المتبقي لتغطية احتياجات الغذاء والدواء ،ولعل من نتائج وبشريات زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي والوفد المرافق له السودان اعلان ولي عهد ابوظبي بحسب وكالات عن ودائع كبيرة للبنوك السودانية واقامة مشروعات تنموية لدفع الاقتصاد السوداني، ويشهد الجنيه السوداني هذه الايام تدهور كبير سيما بعد قرار تحرير سعر الصرف ومنازعة السوق الموازي للعملات ، وتأتي مواقف دولة الامارات بدعم الاقتصاد السوداني تعزيزا للتعاون بين البلدين على مر العصور، وظل صندوق ابوظبي للتنمية الذي بدأ نشاطه التنموي في السودان منذ عام 1976 واحدا من المؤسسات الاماراتية الداعمة والممولة بشكل مستمر للعديد من مشاريع التنمية في السودان فقد مول الصندوق 17 مشروعا تنمويا بتكلفة بلغت نحو ملياري درهم فيما بلغ حجم نشاط صندوق ابوظبي للتنمية في السودان حوالي7.3 مليارات درهم وبلغت تمويلات واسثثمارات الصندوق 2.3مليار درهم الى جانب وادئع بلغت 5مليارات ، ومن الجانب السوداني فقد قامت الحكومة السودانية بإجراء بعض الاصلاحات الاقتصادية المتعلقة بقانون الاستثمار وقانون الشراكة مع القطاع الخاص والعام وقانون النظام المصرفي تسهيلا لإجراءات الاستثمار في السودان حيث ان قانون الاستثمار الجديد ساوى بين المستثمر المحلي والاجنبي من خلال انشاء شركة تأمين للإستثمار وكان وزير الاستثمار والتعاون الدولي السابق د الهادي محمد ابراهيم قد اكد في تصريحات سابقة بعد لقاء جمعه بسفير دولة الامارات بالخرطوم ان وزارته تولي الاستثمارات العربية الاهتمام الاكبر لتوفير الامن الغذائي العربي مشددا على تذليل كافة المشاكل والمعوقات التي تعترض الاستثمارات الاماراتية في السودان .
واستراتيجيا شهدت علاقات البلدين تطورا ملحوظا سيما في مجال تبادل الخبرات والتعاون العسكري ،ولأن السلام هدف استراتيجي بالنسبة للسودان فقد رعت دولة الامارات واسهمت اسهام كبير في توصل الاطراف السودانية لإتفاق جوبا لسلام السودان ولعبت دور كبير عبر وفد رفيع المستوى في مفاوضات جوبا خاصة بشأن الجوانب الفنية وتقريب وجهات النظر وساعدت المفاوضين على تجاوز عدد من التحديات بحسب تصريحات عضو مجلس السيادة الانتقالي الطاهر حجر ، ولعل زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي والوفد الانتقالي جاءت في اطار تعزيز العلاقات في مختلف المجالات وقد قال وزير الخارجية المكلف علي الصادق عقب عودة الوفد من زيارة لدولة الامارات ان الجانبين السوداني والاماراتي اتفقا على اقامة شراكات اقتصادية واستراتيجية ضخمة في مجالات الطرق والموانئ والسكة حديد والتعاون في المجال العسكري وتبادل الخبرات ،ويتطلع البلدين لمذيد من التعاون والدفع بالعلاقات للأمام سيما وان السودان يمر بمرحلة جديدة يسعى خلالها اقامة علاقات متوازنة تقوم على التعاون المشترك بما يحقق المصالح العليا للبلاد