من حق فولكر أن يحلم بالمستحيل وهو تنفيذ مخططه في هذا البلد الحبيب علي نسق ما فعله في العراق وسوريا..
مافعله في العراق أمره عجب فقد غادر بغداد قبل سنوات بعد أن مسها شيطان المآسي و الكربات فأمست نهبًا للفرقة و الشتات إذ لا زالت إلى تاريخ يوم الناس هذا بعد مرور أكثر من عقدين من الزمان ترزح تحت نير الفتنة الطائفية وغياب الحكم الرشيد الفتنة الطائفية التي ظل المواطن العراقي يدفع ضريبتها دمارًا وجوعًا وخسفًا وقصفًا حتى قبل ايام إذ انتبهت العراق على وقع تفجيرات أصابت مطار بغداد الدولي في رسالة واضحة أن العاصمة ليست آمنة٠
ذاك ما جناه العراق من هذا المجرم الحقير ففي كل بلد ذهب إليه قسم أهله شيعًا و طوائف يسفك بعضها دم بعض..
هو الآن في الخرطوم جاء بدعوة شخصية من الخائن حمدوك والذي خاطب الأمم المتحدة طالبًا استقدام بعثة أممية دون أن يشاور فيها أحدًا لا المكون العسكري ولا مجلس الوزراء ولا مجلس السيادة قرار اتخذه لوحده حتى لايقابل بالرفض والاستهجان والنكير الشديد ومرره في زمان القبضة اليسارية التي كانت تتحكم مطلقا في الشأن العام سلطة وحكمًا وتوجيهات فلم يعترض أي من أحزاب اليساريين ليقوم ذلك أكبر دليل على عمالتهم وخيانتهم..
أجل من حقه أن يحلم بالمستحيل وهو حكم السودان ذاك حقه لكن ليس من حقه أن يسلم جدلًا بجهل وغباء الشعب السوداني فيتحرك من هذه الفرضية..
خطاب حمدوك لا يمنحه الحق في التدخل في الشؤون الداخلية للسودان حيث أنه جاء بتفويض محدد إذا افترضنا صحة الإجراءات التي جاء بها للخرطوم و على هذا فإن أي إجراء يقوم به خارج نطاق تفويضه يقع باطلًا ،فحدود تفويضه محصورة فقط مساعدة الحكومة في التحول الديمقراطي والترتيب لإجراء الانتخابات ..
وحتي لا نلقي القول على عواهنه قراءة سريعة للبند السابع من الفصل الأول لميثاق الأمم المتحدة تؤكد صحة زعمنا بأن ما يقوم به فولكر الآن فيه مخالفة واضحة لميثاق الأمم المتحدة الذي يمثل المرجعية الأساسية له فقد جاء النص الكامل كما يلي : -((ليس في هذا الميثاق ما يسوغ؛ للأمم المتحدة؛ أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما وليس فيه مايقتضي الأعضاء أن يعرضوا مثل هذه المسائل لأن تحل بحكم هذا الميثاق على أن هذا المبدأ لا يخل بتطبيق تدابير القمع الواردة في الفصل السابع))، فالنص واضح لا لبس فيه ولاغموض وحيث أنه لا اجتهاد في وجود النص المحكم فإن تحركات فولكر تضحي مخالفة واضحة لصحيح الميثاق مما يستوجب مقاومته بكافة الوسائل المتاحة وأول تلك الخطوات هو الاحتجاج لدى الأمم المتحدة وابلاغها رسميًّا بتجاوزاته التي وصلت مرحلة الجلوس مع تيارات سياسية ومحاولة إقحام نفسه في نزاع داخلي لا دخل له فيه وأخيرًا إصداره لجملة من القرارات التي هي ذات طبيعة سيادية كقراره باستثناء المؤتمر الوطني ومحاولة عزله و إقصائه من أي حوار أو مفاوضات أو مشاركة في الفترة القادمة دون أي مسوغ قانوني فإن رفضت الأمم المتحدة أو تلكأت في إبعاده فلن يكون أمام الشعب السوداني من خيار آخر سوى الاعتصام أمام مكتبه وعدم مغادرته نهائيًّا إلا بعد أن يغادر البلاد طريدًا ذليلاً صاغرًا..
ماعلينا إن مضى هذا الأحمق لآخر أشواط الاستحالة فذاك شأنه لكن لا نقبل أن تبلغ به البلاهة والحماقة مرحلة تخيل الشعب السوداني جاهلًا غير مطلع على مواثيق الأمم المتحدة ولا يعرف بنودها وماتنص عليه٠
إن ظن ذلك فهو الجاهل بقدرات شعب ساهم في إعداد بعض دساتير دول الخليج وظل حاضرًا في كل المحافل الدولية والإقليمية والعربية والإسلامية المعنية بالشأن القانوني وقضايا العدالة مما أكسبه خبرات عملية في هذا الصدد..
لعلي لا أبرح هذا المقام قبل أن أجدد دعوتي لكل الشعب السوداني أن أوان طرد هذا الغاصب المستبد قد أتى فلتتحد إرادتنا في مواجهته وعلى الباغي تدور الدوائر
حاضرة..
قمة الظلم و اللؤم و أبلغ العار و الشنار أن يطول حبس المعتقلين السياسيين من الإسلاميين إرضاءً للمخابرات الأجنبية التي تريد أن تقضي عليهم في حبسهم مثلما قضت على الشريف ود بدر والشيخ الزبير أحمد الحسن والدكتور عبدالله حسن أحمد البشير و هذا لعمري من أكبر الظلم و الإثم و اللؤم..
سنظل نقنت على من حبسهم أو ساهم في حبسهم أن يرينا القهار الجبار المنتقم فيه وفي أبنائه وأهله يومًا أسود كيوم عاد وثمود..
