كشف عضو مجلس السياده الانتقالي الناطق الرسمي باسم المجلس الأستاذ محمد الفكي سليمان عن تواجد للجيش الاثيوبي في نقطتين داخل الأرض السودانية لم ينسحب منهما، مؤكداً قدرة واستعداد القوات المسلحة على استعادتهما الآن وفق وصفه .
وأكد الفكي في مؤتمر صحفي بوكالة السودان للانباء (سونا) تابعه المراسل ، أن اثيوبيا تتخذ التصعيد الإعلامي وسيلة بين البلدين للتمويه على تصعيدها العسكري على الأرض، مشدداً على أن التصعيد في هذا الخصوص يضر بعلاقات البلدين
، فى ظل عدم الإتزان في خطابات الجانب الإثيوبي في هذا المنحى، قائلاً “الامر الذي جعلنا نخرج للإعلام، مطالباً الجانب الإثيوبي بضبط خطابه في هذه المرحلة الحساسة” .
وأكد الفكي “أن السودان لا يحتاج لأن يذكره أحد أن هذه أراضيه، راداً بذلك على أن جهات دفعت السودان لإسترداد اراضيه من إثيوبيا” .
وقال إن اثيوبيا ظلت تتبنى سياسية فرض الأمر الواقع في تعاطيها مع قضاياها المشتركة مع السودان مستغلة سماحته وصبره في هذا الصدد، ضارباً مثلاً على سلوك اثيوبيا هذا بما تفعل في تعاطيها مع مسألة سد النهضة،
حيث قامت بعمليتي الملء الأولى والثانية دون انتظار فراغ لجان التفاوض من عملية التوصل لاتفاق قانوني ونهائي وملزم بذلك.
ولفت الفكي الانتباه الى ان السودان لن يتنازل عن أرضه كما ليس هناك تفاوض ولا وساطة بشأنها لأنها ليست موضوع نزاع.
ونفى ان تكون هناك جهة عرضت على السودان تقاسم الارض مع اثيوبيا، مشيراً الى أن ذلك عرض غير منطقي وغير مقبول حيث لا يمكن أن تقبل دولة ان تتنازل عن اراضيها لدولة اخرى.
القوات المسلحة
واكد تماسك القوات المسلحة وقال إن كل الوحدات العسكرية متحدة في الرأي والموقف خلف قيادتها بخصوص استرداد الأرض من اثيوبيا، مشيراً الى انها اراضي سودانية منذ اتفاق 1902
الذي نجم عن تفاوض امتد منذ عام 1898 والذي قبله ومهره الامبراطور الاثيوبي وقتها منليك بختمه وهو الاتفاق الذي تشهد بصحته بريطانيا ومعترف به دولياً وتقر به خرائط واطالس المناهج التعليمية الإثيوبية ذاتها حتى الان.
وقال إن السودان بتمدد جيشه في أراضيه ينفذ شعارات ثورة ديسمبر المجيدة بعد أن استرد موقعه في الأسرة الدولية واسترد عافيته وارادته السياسية بعد زوال النظام البائد الذى اغرى بسلوكه المهادن النظام الإثيوبي في الاستيلاء على الأراضي السودانية.
ونفى الاتهامات الإثيوبية للسودان بتعقب ومضايقة الجالية الإثيوبية، مطالباً بضرورة ان يوفق الاثيوبيين أوضاعهم حتى يمكن التثبت من هوياتهم بواسطة الجهات المختصة وتقديم الخدمات لهم وحمايتهم.
وكشف عن جولات ماكوكية يقوم بها مجلسي السيادة والوزراء شملت حتى الآن مصر وتشاد وجنوب أفريقيا والكنغو وزيارة مرتقبة الى السعودية والإمارات لاطلاع هذه البلدان على مجريات ما يدور على صعيد الأحداث في منطقة الحدود السودانية الإثيوبية.
وعبر الفكي عن رفض تصريحات السفير الإثيوبي في الخرطوم مؤخراً واصفها “بانها خروج عن السلوك والاعراف الدبلوماسية المتعارف عليها”، مشيراً الى أن الخارجية السودانية تدرس الامر لتتخذ إجراءات بشأنه.
وحول ما اذا كان السودان سيتقدم بشكوى لمجلس الأمن الدولي او سيطلب تعويضات بشأن ما لحق به وبمواطنيه من اضرار، قال إن كل الخيارات تظل مفتوحة، لكنه أكد ان السودان يلتزم حتى الان بمبدا ضبط النفس وتحمل الاذى” لأننا نسير في طريق الحل السياسي ولا نريد تصعيدا”.