وقد اطلقت الحملة الشعبية القومة للسودان قبل 48 ساعة فقط وتمكنت التبرعات ان تتخطى حاجز ال45 مليار جنيه وذلك بدون شبكات الاتصالات التي وحسابها ودمجها مع التبرعات المالية.
أطلق الدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء مساء اليوم مبادرة (القومة للسودان الحملة الشعبية للبناء والتعمير)، حيث أكد أنها دعوة للتبرع الجماعي الذي سيساعد السودان على مواصلة تجليات وإرث الثورة المجيدة –
وفيما يلي يورد المراسل نص خطاب د. عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء الخاص بمبادرة
(القومة للسودان-الحملة الشعبية للبناء والتعمير)
شعبنا الصابر الصامد المنتصر،
أقف أمامكم اليوم بتواضع وأمل
كبير ونحن نشهد فترة عصيبة في تاريخ بلادنا، وتواجهنا مسؤولية جماعية لحماية أمتنا
ومجتمعاتنا وكُلنا ثقة بأننا سنتغلب عليها بالتكاتف والتعاون والعمل المشترك.
مع ظهور فيروس كورونا المستجد تستمر المساعي المختلفة في شتى بقاع العالم من سياسيين وكوادر طبية وناشطين وقطاع خاص ووسائل إعلام وتتضافر جهودهم ساعة بعد ساعة وتتضاعف لمحاربة انتشار هذا الوباء.
وكلي ثقة بأن التماسك والتآزر الذي ظهر في الفترة الماضية هو نقطة الانطلاق الحقيقية التي من خلالها سنتمكن من تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
شعبنا العظيم،
أقف اليوم هُنا لاخاطب فيكم
نفس القيم المجتمعية والعزم الأكيد، لن نكذب على الشعب السوداني ونقول إننا لا
نواجه تحديات جسام، فمنذ أن أدينا القسم كحكومة واجهتنا قائمة طويلة من التحديات
والمشاكل والعقبات التي عقدنا العزم على التغلب عليها.
وكان أبرز هذه التحديات هي الأزمة الاقتصادية التي جاءت نتاجا لإرث كالح من الفساد وسوء الإدارة والتبديد والإهدار لموارد الدولة، فضلاً عن آثارعقود طويلة من العزلة الاقتصادية عن العالم نتيجة لسياسات النظام المخلوع.
وبينما كُنا نكافح هذه التحديات الاقتصادية ظهر فيروس كورونا الذي أثر بشكل هائل على الاقتصاد العالمي ولن يكون السودان استثناءً، وفي هذا الصدد نحن في حكومة الفترة الانتقالية نعمل مع شعبنا وكل شعوب العالم لهزيمة هذا الوباء الخطير.
التحديات
في خضم هذه التحديات أود أن أطلق مبادرة (القومة للسودان- الحملة الشعبية للبناء والتعمير) وهي دعوة للتبرع الجماعي الذي سيُساعد السودان على مواصلة تجليات وإرث الثورة المجيدة.
وكما وقفنا متحدين لإسقاط النظام السابق، نقف الآن مرة أخرى لإعادة بناء وإعمار البلاد بعد عقود من الدمار والانهيار. إن معركة البناء والإعمار هي استكمال للخطى المجيدة التي مشى عليها أبناء وبنات الشعب السوداني في ثورته المستمرة والتي تتوجت بإسقاط النظام المخلوع.
والآن سنكمل هذا الطريق إلى المستقبل المشرق لشعبنا وأمتنا وبلادنا عبر الانخراط الجاد في مشاريع التنمية الديمقراطية والمشاركة في بناء وإعمار الوطن.
هذه الحملة الشعبية جاءت نتيجة لتضافر من الجهود والمبادرات الشعبية المستمرة من شعبنا الملهم وهي تستهدف مشاركة كل سوداني و سودانية داخل وخارج البلاد وستقف دليلاً على وحدتنا وتماسكنا وعزمنا الجماعي على إخراج السودان من هذه الأوقات الصعبة وإعادة بنائه.
القضايا
لقد حددنا القضايا رئيسية طارئة يجب معالجتها بصورة عاجلة وهي أول مرحلة من الحملة
بكل تأكيد فإن هذه القضايا ليست هي التحديات العاجلة الوحيدة للسودان.
ونحن نعلم أن حلها لن يتم بين عشية وضحاها ولكن ما نعرفه أيضاً أن الشعب السوداني شعب معلم وصبور، وقادر على مواصلة المسير ما دام الهدف ومعالم الطريق واضحة نصب عينيه.
أود أن أُؤكد ايضاً أن عمل هذه الحملة لن يتوقف عند حالات الطوارئ وبمجرد أن نتغلب على معالجة القضايا الملحة سوف نطرح لجماهير شعبنا الأبي المشاريع الاستراتيجية القومية طويلة الأجل في مجالات الزراعة والصناعة.
وتطوير الموانئ وتأهيل السكة الحديد والسدود وغيرها والتي تبنتها الدولة وسنشرع في تنفيذها بتضافر الجهود الرسمية والشعبية.
حفظ الله السودان وشعب السودان
د.عبد الله حمدوك
رئيس مجلس الوزراء