أستاذ إياس نمرق معك من خلف قضبان نُحبس ورائها / قضبان التحسب و الحساب في ما نكتب / ونقعد معك قدام الحوش و نجر الحديث …
و أستاذ إياس … إسمك من إسم أشهر القضاة … و هو يشتهر لأنه كان يعرف (تركيبة ) نفوس من حوله و يُحدِّث كل أحد بما يفهم ..
قالوا إنه / و كان هو رئيس القضاة في البصرة / لما سمع بقاض أبله لا يفهم صلة الأشياء ذهب إليه و وجده ( أدكم ) طوبة من الطوب
و إياس يبحث عن مدخل يجعل القاضي يفهم صلة كل شيء بالزمان …
و إياس ينظر و يجد دجاجة أمامه … و أياس يجعلها حلاً
إياس قال للقاضي
هب أنه جاءك من يشكو أن جاره سرق بيض دجاجته … و أنك حجزت البيض معروضات … و أنك بقيت عاماً تبحث القضية … و في العام هذا البيضات العشر أنتجت فراخاً و الفراخ كبرت و أنتجت بيضاً …. هل تعطي البيض هذا للشاكي ؟
قال هذا ؛؛ نعم ..
قال إياس و الدجاجة الجديدة … لمن ؟
قال : لصاحب البيض
قال :: لكن هذا إنما يطالب بالبيض .. و لا دجاجات عند الشكوى ..
أستاذ إياس ما نريده هو ما أراده إياس و الذي هو إختلاف كل شيء بإختلاف الظرف …
خلاص ؟؟
لا … فالناس … العامة … يصبحون شهوداً الأسبوع الماضي على هذا إلى درجة أن المواقع تزدحم بالشاهد الأعظم في التاريخ على تبدل كل شيء بتبدل كل ظرف
فالمواقع الأسبوع هذا و الماضي تزدحم بسطور إبن خلدون عن ( كيف يولد إنهيار الدولة )
و الكلام نسرده لأننا نستخدمه للوصول إلى الخلاص … و كيف يكون
قال إبن خلدون
……….
( و الرجل نسرد حديثه حتى تقرأ أنت كل صفة من صفات إنهيار الدولة ثم تصيح
:: هااا دا اللي حاصل هسع )
إبن خلدون قال
؛ عند إنهيار الدولة تكثر الجباية …
و تُحتقر الشُرط ( البوليس )
…. و يكثر المنجمون و المتسولون ( ثم يهاجمون و يخطفون و ينزعون ) و يكثر المنافقون وُالمدّعون و الشعراء و المغنون الفشلون و ضاربات المندل و المتفيقهون و الساسة و المداحون و الإنتهازيون
و يمتنع التقدير و يسؤ التدبير و تُقلب معاني الكلام و يسود الرعب و الناس يصبحون طوائف و تصبح القبيلة أهم من الدولة و تعم الإشاعة و تلوى الأخبار ( كأنه يصف الإعلام الآن ) و تظهر على السطح وجوه مريبة لم يكن يعرفها أحد و تختفي وجوه مألوفة و يصبح الإنتماء للقبيلة … و ليس للوطن و يضيع صوت الحكماء تحت ضجيج الخطباء و تكثر الدسائس و المؤامرات و تكثر المبادرات من كل أحد و الغني يهمه ثروته
و أين يخفيها و الوطن يصبح محطة سفر و البيوت ذكريات )
هذا … أستاذ إياس بعض ما قاله إبن خلدون
و إبن خلدون لم يشهد زمان هدم المواطن ذاته ….
المواطن المسلم / و حتى لا يلتفت للإصلاح /يهدمون نفسه و يهدمون دينه …
و من هدم النفس و الدين ( إلغاء) العقل ..
و بسط (اللذة ) بديلاً للعقل..
وهذا يتم باسلوب الدولة الذي يعمل منذ زماااان وحتى الآن ..
…….
و ما يرسم هذا …./إستبدال عالم العقل بعالم اللذة هو…
: جرب يا إياس أن تنظر إلى أحد يرتكب شيئاً و قل له هذا حرام ….
إنه ينظر إليك بعيون تقول انك …..أبله
والمدهش هو أن نظرته هذه صحيحة …فأنت تخاطب صاحب العملة هذه بغير لغته ….
ومصطفى محمود يشرح هذ/ وأن لكل أحد قاموس هو ما يفهمه و لا يفهم غيره/بجملة بسيطة ..مصطفى قال
قال
:: إن قلت للطفل تصف شيئاً بأنه لذيذ مثل لذة الجنس لم يفهم …. وانك/ حتى تشرح لذة الجنس للطفل/ تقول له إنه لذيذ مثل السكر…
وهدم الناس وهدم الدين في الناس يستخدم التفريغ… والحشو
التفريغ… تفريغ النفوس من كل معنى للدين…
ثم حشو النفوس هذه بالبديل
والبديل هو…. أي شيء ما دام ليس هو الإسلام..
…….
صناعة الخراب الآن تعتمد على هذا..
تعتمد على …
فراغ العقول… ثم
حشو العقول بمنطق اللذة والجمال…( وكل ما يسمى الآن… فنون هو الحشو البديل هذا)
ثم المخطط يصل إلى جعل الناس يقاتلون فعلا من يذهب إلى منع هذا…
من يظن أن الحق والحقيقة هي هـذا…. وان الدين عفن..
ومن يعرف الحقيقة لكنه هو العدو الجديد…
….
إياس…. لم نشر اليوم إلى وليمة الجثث التي تلتهمها يوميا….
ولا نشير إلى الأمر لأننا نريد من يفهم حديثنا….
ولعلنا نجلس أمام الحوش يوما ويوما….
حتى إذا تنفسنا الهواء عدنا للحديث عن الهم والغم والحوار