شكل انفجار مرفأ بيروت أزمة كبيرة لعدد كبير من اللاجئين في لبنان. فيوجد قرابة الـ 1.5 مليون لاجئ سوري وفلسطيني في البلاد، يعتمدون على المساعدات الإنسانية منذ فترة طويلة.
وقال تقرير صدر عن مجلة (فورين بوليسي) إن الانفجار الكارثي في لبنان الذي يستضيف أحد أكبر عدد من اللاجئين في العالم تزامن مع إضطرابات داخلية وأزمات إقتصادية معقدة، فضلاً عن تفشي فيروس كورونا.
ويقول الخبراء والعاملون في المجال الإنساني إن الانفجار، الذي راح ضحيته أكثر من 170 شخصا وأصاب الآلاف بجروح، يعرّض اللاجئين في لبنان لمزيد من الخطر.
مع العلم أن حوالي نصف هؤلاء اللاجئين يعيشون في فقر مدقع حتى من قبل أن تبدأ جميع هذه الأزمات.
ويشير التقرير إلى أن أكثر من نصف اللاجئين الفلسطينيين عاطلون عن العمل، بينما يعيش أكثر من ثلثي اللاجئين السوريين تحت خط الفقر.
وحذر تقرير فورين بوليسي من أنه من دون تدفق المساعدات الدولية، “ستزداد الأمور سوءا بالنسبة لهم ولبلدهم المضيف”.
وقال بشير أيوب، الخبير المقيم في بيروت لدى منظمة “أوكسفام” الإنسانية، “كان الوضع سيء للغاية بالنسبة للمواطن اللبناني.. يمكنك فقط تخيل تأثير الوضع على مجتمع اللاجئين”.
الجدير بالذكر أن الأزمة المالية، في لبنان، كانت لها وطأة شديدة على كثير من اللبنانيين وقلصت قدرتهم على تحمل نفقات استضافة السوريين، الذين رفعوا عدد السكان بنحو 1.5 مليون نسمة.
174 ألف لاجئ فلسطيني و مليون سوري
وبحسب التقديرات الرسمية، يؤوي لبنان أكثر من 174 ألف لاجئ فلسطيني على الأقل، في مخيمات تحولت على مرّ السنين إلى أحياء عشوائية مكتظة بالسكان. إلا أن تقديرات ترجح أن يكون العدد الفعلي قرابة 500 ألف.
وتقدر السلطات عدد السوريين بلبنان بـ 1.5 مليون، أقل من مليون منهم مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وفي هذا السياق، فإن وجود أكثر من مليون لاجئ سوريّ في لبنان يشكّل هاجساً عند بعض القوى والأحزاب السياسية لتداعيات الأمر على الوضع الديموغرافي اللبناني.
ورغم المساعدات الإنسانيّة الأممية والأوروبية للاجئين السوريين في لبنان، إلّا أنّ معاناتهم تتفاقم يومًا بعد يوم، في بلد يعاني بدوره من أزمة اقتصادية خانقة، وعاجز عن احتوائهم أو توفير أدنى مقوّمات العيش لهم فضلاً عن تفشي فيروس كورونا وأخيراً انفجار مرفأ بيروت.
وفي 2017، صعّدت السلطات اللبنانية مطالبتها بعودة اللاجئين إلى سوريا وضغطت على المفوّضية لتنظيم عمليات العودة رغم النزاع المستمر في سوريا والمخاوف المبررة من الملاحقة لدى العديد من اللاجئين.