الأزمة السودانية

المتحدث باسم الخارجية، خالد فرح: متفائلون باستنئاف…

أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير خالد فرح، تطلع السودان لانفتاح إيجابي يعيد نشاط الخرطوم خارجيا.
ورسم فرح مسار العلاقات السودانية الدولية، في إطارها الإقليمي والدولي، وتطرق إلى عدة ملفات ومعضلات تواجهها الخرطوم في هذا الشأن، والتي من أبرزها مسألة انخراط السودان في أي محادثات حول سد النهضة الإثيوبي تحت مظلة الاتحاد الأفريقي الذي لا يزال يعتمد قرار تعليق عضويته.
وجمد الاتحاد الأفريقي عضوية السودان عقب قرارات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان الصادرة في 25 أكتوبر الماضي، والتي قضت بإقالة الحكومة وفرض حال الطواري، في إجراءات وصفها بأنها تصحيحية لمسار الثورة.
وشدد متحدث خارجية السودان على أن الإجراءات الأخيرة أثرت سلباً على علاقات بلاده الخارجية، لكنه أشار الى أن باب الحوار مع المجتمع الدولي ما يزال مفتوحاً.

وفي ما يلي نص المقابلة:

  • ما تقييمكم لمستوى علاقات السودان الخارجية بعد قرارات 25 أكتوبر؟

بالطبع، تأثرت علاقات بلادنا عقب القرارات الأخيرة في مجملها، لكن الحوار ما يزال مستمراً مع كافة شركاء السودان على المستويين الإقليمي والدولي، من أجل شرح ملابسات تلك القرارات وتوضيح سياقها ودوافعها بغرض وضعها في نصابها الصحيح.
ونتواصل أيضاً مع الشركاء لأجل استصحاب جهود ومساهمات تلك القوى في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين داخل السودان، وصولاً لتوفير السبل الكفيلة بتحقيق التوافق اللازم لاستئناف مسيرة الانتقال الديمقراطي في البلاد.

  • ماهي الخطوات المقبلة بشأن ملف سد النهضة بعد تشغيله دون اتفاق؟

لا يزال السودان متمسكا بموقفه الرافض لكل الإجراءات أحادية الجانب في كل ما يتعلق بملء وتشغيل سد النهضة، كما أن ما تم اتخاذه من إجراءات، تتمثل في الملء الأول والثاني، وبدء تشغيل توربينات توليد الكهرباء، أمر يتنافى مع روح التعاون.
وتشكل هذه الخطوات خرقاً جوهرياً للالتزامات القانونية الدولية لإثيوبيا، ويخالف ما تم الاتفاق عليه بين الدول المعنية الثلاث (السودان ومصر وإثيوبيا) في إعلان المبادئ الموقع بينها في عام 2015.

  • كيف يمكن للسودان الانخراط في محادثات حول سد النهضة في ظل تعليق عضويته بالاتحاد الأفريقي؟

لن نستطيع المضي في عمليات تفاوضية خاصة من الناحية الإجرائية بسبب هذا القرار، والسودان يأمل بأن يفك الاتحاد الأفريقي تجميد عضويته في القريب العاجل، فقد ظللنا في حوار مستمر مع الأجهزة القيادية بهذه المنظمة خلال الفترة الماضية بهذا الخصوص.
والسودان يتطلع بالتالي إلى حدوث انفتاح إيجابي يمكنه من معاودة نشاطه ودوره المعهود بالاتحاد الأفريقي، في المقابل تظل وتيرة التواصل الثنائي قائمة في نفس الوقت بين السودان وكل من إثيوبيا ومصر حول سد النهضة.

  • عبرت الخارجية السودانية مؤخراً عن ما يشبه حالة الغضب من أداء بعثات دبلوماسية أجنبية. ما هي الأسباب؟

بالفعل أصدرت وزارة الخارجية بياناً أعربت فيه عن استنكارها لضبط الأجهزة السودانية المختصة مشاركة سيارات بلوحات دبلوماسية تتبع سفارات أجنبية معتمدة بالخرطوم في المظاهرات.
كذلك أعربت الخارجية السودانية عن استغرابها من تغريدات صدرت عن بعض السفراء المعتمدين لدى السودان احتجاجاً على اعتقال سياسيين سودانيين بموجب القوانين الوطنية السارية.
ففي الحالتين، نعتقد أن مثل هذه التصرفات مما يحمل على الغضب لأنها منافية للممارسات والأعراف الدبلوماسية المتبعة في جميع أنحاء العالم، وتعتبر تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للدولة المضيفة، فضلاً عن أنها مخالفة لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.

  • ما هي أجندة زيارة نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إلى روسيا؟

زيارة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى موسكو تأتي تلبية لدعوة رسمية تلقاها من القيادة الروسية، ولكنني أتحفظ على الافتراض بأنها لاستكمال إجراءات القاعدة الروسية، لأن نطاق العلاقات بين السودان وجمهورية روسيا الاتحادية أوسع بكثير من أن يتم حصرها في مجال محدد بعينه من المجالات.
ففي تقديري فإن الأنسب وأرجح افتراض هو أن الزيارة ستناقش السبل الكفيلة بتعزيز وترقية العلاقات بين البلدين في جميع المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والثقافية وخلافها.

  • توقف الدعم الخارجي خاصة الأمريكي وتدهور الاقتصاد السوداني. هل من أمل لاستئنافه؟

نحن متفائلون باستئناف المساعدات الخارجية، لاسيما مع توفر الإرادة السياسية المشتركة لاستمرار الحوار والتواصل الدبلوماسي والسياسي وتبادل الزيارات بين المسؤولين في السودان وأمريكا.

  • هل من خطوات لحماية السودانيين الموجودين بأوكرانيا في ضوء التصعيد الحاصل؟

نعم، ظلت وزارة الخارجية على تواصل دائم مع سفارتنا بكييف من أجل وضع خطة طوارئ مفصلة وتطبيقها في حينه إذا لزم الأمر، كما أصدرت البعثة هناك توجيهات لأفراد الجالية للتواصل معها وقمنا بتعميمها نحن من جانبنا أيضاً.

نقلا عن العين الاخبارية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons