مع تصاعد الأصوات الأميركية والبريطانية المطالبة بفرض عقوبات علي قادة الجيش السوداني وتوتر ، مما أثار الكثير من الشكوك حول وجود أصابع خفية وراء تدهور الأوضاع في بعض الولايات خاصة دارفور والمظاهرات بالخرطوم هناك وبدلا من أن تلعب واشنطن دوراً في مفاوضات سلمية بين الاطراف السياسية ظهرت الايادي الخفية وبتصريح الخارجية الامريكية انها دعمت الحراك والمظاهرات عبر المنظمات بمبلغ( 100) مليون دولار
وبدلا من أن ينعم السودان بالسلام بدأت الأمور في الغرب تعيد أجواء الحروب والعقوبات الدولية من جديد إلى السودان·· فما هي أسباب هذا التدخل المكثف في شئون السودان الداخلية؟ وهل هناك أطماع أميركية وبريطانية في ثروات السودان، خاصة البترولية والذهب وغيرها؟ وما هي ثروات السودان الأخرى التي تحاول قوى الغرب الاستعمارية السيطرة عليها؟
د· عبدالمنعم فليفل (مدير معهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة) يؤكد أن الإمكانيات والموارد الهائلة التي تزخر بها السودان، ابتداء من المساحة الشاسعة ، ومرورا بالموارد والثروات الطبيعية المتنوعة ، حتى الطاقات البشرية كلها ثروات لو أمكن استغلالها وتوظيفها بشكل جيد، فسوف يكون للسودان شأن اخر، مشيراً إلي أن هناك مشكلة حقيقية تعترض تحقيق هذه الطفرة الاقتصادية تتمثل في الديون الخارجية، والتي تشكل ضغوطاً ثقيلة على اقتصاد الدولة وتعوق مسيرة النمو بها، وبسبب هذه الموارد الهائلة بدأت أميركا تولي اهتماما كبيراً بالسودان بغرض السيطرة على الموارد البترولية وقد تبدي ذلك في ضغوطها على الخرطوم لإبرام
استغلال هذه الثروات وتنميتها ووضع الإطار التشريعي لجذب الاستثمارات·
والمؤكد أن السودان لو استطاع مواجهة هذه المخططات الأميركية، فسوف يستطيع تحقيق طفرة اقتصادية كبرى، وهذا يتطلب معالجة الموقف المتدهور في دارفور أولاً، ثم تحقيق مصالحة وطنية مع القوى الحزبية الكبرى في السودان
موارد هائلة
ويقول د· محمد عبدالغفور الباحث في شئون السودان ودول القرن الأفريقي بجامعة القاهرة: بان السودان يمتلك من مساحات شاسعة صالحة للزراعة، ويكفي أن تكون السودان احدى ثلاث دول مع كندا واستراليا المصنفين عالمياً كدول يمكن اعتماد العالم عليهم غذائيا في الفترة المقبلة ، من ثم فإن هذه المساحات الشاسعة الصالحة للزراعة خاصة وأن المياه متوافرة يمكن الاعتماد عليها في إحداث تنمية شاملة للأراضي السودانية ، إذا ما توافرت رؤوس الأموال اللازمة، إضافة إلى الثروة الحيوانية التي تشكل %40 من مساهمات القطاع الزراعي، و %20 من حجم الإنتاج المحلي الإجمالي، وما يزيد علي %25 من مجموع عائدات الصادرات السودانية التي تقدّر بنحو 800 مليون دولار سنويا من الماشية، كما تمثل السلالات السودانية الصحراوية أجود الأنواع المنتجة للحوم بالوطن العربي، إضافة إلى الماعز في السودان والتي تبلغ حوالي 33 مليون رأس·
ن الضأن و27.2 من الماعز و7.35 من الأبل، مؤكدا أن نتيجة توجيه الاستثمارات لهذا القطاع خاصة بعد توافر موارد
والأمر المؤكد أن مثل هذه الثروات الضخمة هي السبب وراء تدخلات أميركا في شئون السودان، فهي ببساطة تريد السيطرة علي هذه الثروات، في إطار مشروعتها حول الشرق الأوسط الكبير·
الاستثمارات العربية والأجنبية