تعتمد السياسات الغربيه في الدول النامية والغنية بالموارد ، على سياسة القتل البارد والدمار الشامل ، وخلط الأوراق وإعادة صياغتها على الطريقه التي تعدل مزاجهم ، وتضمن لهم الإستمرارية في البقاء في هذه الدول ، فمن الملاحظ أن ما من نزاع أو حرب أو اقتتال وجاءت بعثات أمميه لحمايته ، الا وزاد الوضع سوءاً ، ولم يتبقى حتى القشة التي ينجو بها الغريق ، فحين زادت الأوضاع سوءا في السودان ، بعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، واتت البعثه الأممية وكانت أولى مطالبها ، إبعاد العسكر عن السلطة ، وتسليم السلطة والحكم للمدنيين ، أدى ذلك إلى منازعة المدنيين مع رئيس مجلس السيادة ، فحينذاك أعلن الغرب انحيازه إلى تحالف الحرية والتغيير ، الذي تبنى تنفيذ المشروع النيوليبرالي في السودان ، في أبعاده القيمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، خلال سنوات حكمه التي قاربت 3 أعوام، طبق خلالها وصفة البنك الدولي، ورفع دعم الدولة عن الدواء والاستشفاء والتعليم ، والكهرباء والمياه والغذاء، ونقل كل تفاصيل تجربة حكم بريمر ، ورفاقه العراقيين في العراق ونفّذها في السودان ، فدُمرت الدولة وفُككت، وقُسم المجتمع، وشاعت روح الكراهية فيه، وأُظهرت العصبيات الجهوية والقبلية والعنصرية، واشتعلت البلاد شرقاً وغرباً ، تمهيداً لتنفيذ المخطط الغربي الصهيوني الهادف إلى إعادة هندسة السودان وتشكيل حاضره وصناعة مستقبله، بعيداً من الإرادة والرؤى والقيم الوطنية ، لتفضي عملية إعادة الهندسة هذه ، إلى إتمام عملية تفكيك الدولة ومؤسساتها ، وضرب المجتمع واستهداف قيمه ، ووحدته وهُويته الحضارية ، وإنهاء دوره التاريخي الحضاري والسياسي ، في المسرح والفضاء الإقليمي ، ليشهد العالم بعد ذلك دويلات ومجتمعات بديلة ، لا صلة لها بالقديم ، وليصبح السودان، دولةً ومجتمعاً، أثراً بعد عين.