خلال زيارة الوفد المصري بقيادة رئيس مجلس الوزراء مدبولي الذي استقبله حمدوك في مطار الخرطوم ، وخرجوا قبل قليل في مؤتمر صحفي تحصل موقع المراسل عليه.
المراسل ينشر البيان الصحفي المشترك
في إطار التواصل الأخوي والتشاور المستمر بين حكومتى جمهورية مصر العربية، وجمهورية السودان، انطلاقاًمن الروابط الأزلية والمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
وصل “الخرطوم” معالي الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس وزراء جمهورية مصر العربية، فى زيارة رسميةإلى السودان اليوم السبت 15 أغسطس 2020م،
يرافقه وفد رفيع المستوى، ضم السادة وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، والموارد المائية والري، والصحة والسكان،والتجارة والصناعة، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين من الوزارات المعنية.
رداً لزيارة حمدوك
وكان معالي د. عبدالله حمدوك، رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، وعدد من الوزراء على رأس مستقبليه في مطارالخرطوم.
وتأتى هذه الزيارة المهمة رداً على الزيارة التى قام بها د. عبدالله حمدوك، رئيس مجلس الوزراء، إلى جمهوريةمصر العربية في سبتمبر 2019، وذلك لتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين وتنشيط آليات التعاون الثنائيالمشتركة .
ترأس كل من د. عبدالله حمدوك و د. مصطفى مدبولى جلسة المباحثات الثنائية الرسمية الموسعة التي بحثت أطرومقترحات التعاون بين البلدين الشقيقين في المرحلة المقبلة.
اجتماعات ثنائية
كما عقد السادة الوزراء من الجانبين اجتماعات ثنائية لبحث المقترحات والبرامج التفصيلية للتعاون بين الوزارات النظيرة.
وجدد الدكتور مصطفى مدبولي التزام مصر الراسخ بدعم المرحلة الانتقالية في السودان، والوقوف إلى جانبتطلعات الشعب السوداني في التقدم
والازدهار وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر 2018 المجيدة، وأعرب عن تقديره للحكومة السودانية لحسن الاستقبالوكرم الضيافة.
التبادل التجاري بين مصر والسودان
ومن جانبه عبر الدكتور عبد الله حمدوك عن ترحيبه بزيارة نظيره المصري والوفد المرافق لسيادته، مؤكداً استعدادالسودان انطلاقاً من الروابط والقواسم المشتركة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين لتعزيز تلك العلاقة والوصولبها الى آفاق اوسع.
وجدد الجانبان، من خلال المباحثات الثنائية، التزامهما بتعزيز التبادل التجاري بينهما، وتم الاتفاق على وضعخطة عمل لتذليل العقبات التي تعترض انسياب الحركة التجارية لا سيما ما يتعلق بطرق النقل المؤدية للمنافذالبرية.
وناقش الجانبان تطوير التعاون في مجال الاستثمار والفرص المتاحة للشركات المصرية للاستثمار في عدد منالمجالات ذات الأهمية الاستراتيجية للسودان.
مجال النقل
وتناول الجانبان سبل تطوير التعاون في مجال النقل، وتم الاتفاق على إعادة هيكلة هيئة وادي النيل للملاحةالنهرية، ورفع قدرتها التنافسية وتطوير أسطولها
وتفعيل اللجنة الفنية الدائمة السودانية المصرية المشتركة والدعوة لاجتماع للجنة في السودان في الأيام المقبلة،كما بحث الجانبان مشروع ربط السكك الحديدية بين البلدين، بما يسهم في فتح آفاق أرحب للتعاون الاقتصاديوالتجاري بينهما.
وبحث الجانبان تطوير التعاون في مجالات الملاحة البحرية والاستفادة من موانئ البلدين على البحر الأحمر، كماناقش الجانبان تحديث اتفاقية التعاون الخاصة بالنقل البري الموقعة بين البلدين وإضافة التعديلات المطلوبةبغرض تحسين الخدمات.
الصحة
كما تم استعراض التعاون في مجال الصحة بين البلدين، وأعرب الجانب السوداني عن شكره وتقديره للجانبالمصري على حسن التعاون الوثيق لاسيما المساعدات المصرية الأخيرة لمواجهة جائحة كورونا،
كما تم الاتفاق على التعاون في مجال مكافحة الأمراض ومراجعة إطار عمل إرسال القوافل الطبية المصريةالمتخصصة، ودعم بناء القدرات في السودان.
مبادرة السيسي
وتعزيز استفادة السودان من مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية لعلاجمليون افريقي من فيروس سي.
وأعلن الجانب المصري عن استعداده للتنسيق مع الجانب السوداني للمساهمة في علاج مصابي ثورة ديسمبرالمجيدة.
واتفق الجانبان على دعم وتعزيز التعاون في مجال البحث العلمي والتقني والابتكار بين البلدين، بجانبالموضوعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.
المنح الدراسية
كما تم الاتفاق على تبادل المنح الدراسية على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا، بحيث يقدم السودان(100) منحة دراسية في جامعاته، كما تقدم مصر (200) منحة في جامعة الأزهر، والبدء في برامج للتأهيل الفنيوالتعليم التقني بين البلدين.
وفي مجال تأهيل الكوادر اتفق الجانبان على تدشين برامج تدريبية متخصصة للتأهيل المهني والفني للجانبالسوداني بتمويل من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية،
بالإضافة إلى تجديد مذكرة التفاهم الموقعة بين الأمانة العامة لمجلس الوزراء السوداني والأمانة العامة لمجلسالوزراء المصري في مجال التنمية البشرية والتطوير الإداري.
قضية سد النهضة
وناقش الجانبان قضية مشروع سد النهضة الاثيوبى، وتم التأكيد على ضرورة التفاوض للتوصل لاتفاق مُلزم حولملء وتشغيل السد بما يحفظ حقوق ومصالح الدول الثلاث استنادا لاتفاق إعلان المبادىء بالخرطوم لعام 2015،
ومبدأ الاستخدام العادل والمنصف للمياه، وعدم إحداث ضرر ذى شأن ، ومبادىء القانون الدولى ذات الصلة،وكذلك أهمية الاتفاق على آلية فاعلة وملزمة لتسوية النزاعات،
وآلية للتنسيق بين الدول الثلاث بما يضمن سلامة تشغيل جميع المنشآت والمشاريع المائية التي تتأثر بالسد، هذاوأكد الجانبان على ضرورة عدم اتخاذ أى اجراءات أحادية قبل التوصل لاتفاق مُرض للأطراف الثلاثة.
وجدد الجانبان التزامهما بالمفاوضات باعتبارها السبيل الامثل لتحقيق مصالح شعوب المنطقة كما عبرا عنتطلعهما لنجاح المفاوضات الجارية تحت رعاية الاتحاد الافريقى.
الربط الكهربائي
اتفق الجانبان خلال المباحثات على أهمية المضي قدماً في زيادة قدرة مشروع الربط الكهربائي بين البلدين من70ميجاوات وصولا إلى 300 ميجاوات،
وتم الاتفاق على الالتزام بالإطار الزمني المحدد من جانب الفنيين للانتهاء من التجهيزات اللازمة للشبكة السودانيةوالتي يعمل الجانب المصري على توفيرها.
اطلع الوفد المصري على الجهود المبذولة حالياً لتحقيق السلام في السودان والتحديات الاقتصادية التي يواجهها،حيث أكد الجانب المصري على دعمه الكامل للتوصل لاتفاق للسلام يجسد المرحلة الجديدة التي يشهدها السودان
ويمهد الطريق لاستقرار شامل فيه، كما شدد الجانب المصري على بذل الجهد والوقوف الى جانب السودانلتخطي الوضع الاقتصادي.
حرص مصر
جدد الوفد المصري حرص مصر وتأييدها لمطلب السودان العادل في سرعة إزالة اسمه من القائمة الأمريكية للدولالراعية للإرهاب، وتمكينه من الاندماج الكامل في الاقتصاد العالمي والاستفادة من دعم مؤسسات التمويل الدوليةالمختلفة.
في ختام الزيارة، وجه الدكتور مصطفى مدبولي الدعوة إلى شقيقه الدكتور عبد الله حمدوك لزيارة القاهرة للبناءعلى نتائج هذه الزيارة
والنظر في سبل مناقشة المزيد من أطر التعاون الثنائي والقضايا الاستراتيجية بين البلدين، حيث رحب الدكتورعبد الله حمدوك بتلبية الدعوة في أقرب وقت ممكن.
لقاء حميدتي والبرهان
ومن المقرر أن يلتقي معالي الدكتور مصطفي مدبولي، والوفد الوزاري المرافق له خلال الزيارة، بكل من فخامةالسيد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي،
وفخامة السيد الفريق اول محمد حمدان دقلو موسى، النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي حيث ينقللهما الدكتور مصطفي مدبولي تحيات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية.
وخلال اللقاءين سيتم تأكيد عزم البلدين الشقيقين على الارتقاء بالتعاون الثنائي بينهما في مختلف المجالاتلمستوى التكامل والتعاضد الشامل بما يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين في الازدهار والتنمية. كما يتم بحثالموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
الخلاصة
على الرغم من قصر مدة الزيارة الا انها كانت مباشرة وواضحة اتجاه العمل المشترك بين الحكومة السودانيةوالمصرية من اجل المضي قدماً والنظر الى مستقبل البلدين والعمل على ذلك بكل صدق.
وان بدأ واضحاً الرغبة المصرية في هذه المبادرة من اجل شراكة قوية بين السودان ومصر في كافة المجالات.