•المعركة التي تدور في اجزاء من شوارع الخرطوم عبر بضعة آلاف من المتظاهرين بعضهم يتظاهر دون ان يدرك هدفه من التظاهر واخرون لديهم أهدافهم لكنهم ضلوا طريقهم وسط زخم الشعارات والهتافات.
•هذه المعركة في الأساس بين مشروعين مشروع وطني يمثل اكثر من تسعين في المائة من الشعب السوداني الذي يريد للفترة الانتقالية ان تمضي بالتوافق الوطني في فترة انتقالية قصيرة تنتهي بانتخابات حرة ونزيهة سيقول فيها (الشعب) كلمته ويختار حكامه وبرنامجه.
•المشروع الاخر الذي لا يتعدى جمعه بضعة آلاف من مجمل 40 مليون سوداني. البضع في اللغة مابين الثلاث والتسع. يريد هؤلاء مسنودين بالسفارات التي تمول اغلب الحراك في الشارع بالمال وتدريب البعض على كيفية قيادة المظاهرات وتصوير المواكب وشهداء المواكب كما يطلق عليهم.
•هل الصدفة وحدها ام القدر الذي جعل كاميرات محترفي هذه السفارات حاضرة وموثقة للحظات الاخيرة لغالب هؤلاء القتلى مثال (صاحب القميص الابيض_الفنيلة الصفراء) وغيرهم.
•مشروع البضع هذا يريد له الغرب ان يسود ويصبح حقيقة من خلال حشد الآلة الاعلامية والادانات الغربية تحت لافتة حقوق الإنسان.
•الغريب في حراك البضع هذا انه يريد ان يشرعن للديمقراطية عبر الشوارع فيسعى لتصوير هذا البضع إلى ملايين ويجب أن يكون صوتها هو الغالب اي يريد لها ان تحكم بالشارع دون تفويض شعبي عبر (الصندوق) فبدلا من ان يكون الحديث حول تسريع اليات الانتقال التي تقود إلى مؤسسات منتخبة يصبح الحديث عن تمديد الفترة الانتقالية وتجريم كل الداعين للانتخابات تحت نغمة التجريم المعروفة.
•هدف مجموعة البضع الذين يتظاهرون تحت شعارات اللاءات الثلاثة في الأساس ليس ابعاد العسكر والدعم السريع من المشهد كما يصورون لاتباعهم، وإنما استبدالهم باخرين يمكنونهم من الحكم دون تفويض شعبي كما يريد كفيلهم الغربي.
•الصراع بين المشروع الوطني الذي يقوم على الارادة الشعبية وتمكين الشعب من اختيار حكامه عبر الانتخاب، ومجموعة البضع التي تستعين بالغرب والسفارات ودعمها لفرض الوصايا على الشعب، عبر اطالة امد الفترة الانتقالية وفرض حكام غير منتخبين يدينون بالولاء للغرب يريدون فرض علمانية الدولة بالقوة، وتغيير هوية الشعب تحت دعاوي ان هذه الشعوب (المسلمة) لاتعرف مصلحتها وبالتالي لا يحق لها ان تمارس حق الاختيار الانتخاب ويصبح بذلك (العلمانيين) اذناب الاستعمار وكلاء واوصيا على الشعب، فاما ان يرضى الشعب بذلك، او تحرق البلاد وتعم الفوضى لتسهل مهمة دخول قوات اممية تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة بذريعة حماية المدنيين كما حدث من قبل في الصومال والعراق وافغانستان، وان حدث ولكن هيهات ان يحدث ذلك باذن الله، فسيكون من اجل الاستيلاء على موارد البلاد وساحلها المطل على البحر الأحمر وتغيير هويتها الاسلامية وفرض مشروع التقسيم الى دويلات متعددة بقوة السلاح.
•حتى ينتصر المشروع الوطني الذي يمثل غالبية الشعب السوداني، لابد ان يلتف الشعب حول جيشه فاولى خطوات اغراق السودان في الفوضى، تبدأ بتفكيك الجيش السوداني واشعال الحرب بين مكوناته الأمنية. يجب ان لا يسمح الشعب وقيادته العسكرية لاي جهة خارجية مهما كانت ان تتدخل في امر الجيش وباقي الأجهزة الأمنية هذا شأن سوداني ويجب أن تقوم به حكومة وبرلمان منتخبين.
•يجب ان تدفع هذه الغالبية في اتجاه الانتخابات والياتها بحيث يتمكن الشعب كله من الإدلاء بصوته بحرية وشفافية وان لا يحكم السودان بعد اليوم الا عبر الارادة الشعبية متمثلة في الانتخابات.
•لابد من افساح المجال لعقلاء وحكماء السودان لتقريب وجهات النظر ووضع خارطة طريق للانتقال تجنب البلاد والعباد الانزلاق في الحرب والفوضى. يجب على الجيش واجهزة الامن الاخرى ان تبسط الامن وهيبة الدولة وان ادى ذلك لاستخدام القوة المفرطة فمن لا يردعه القانون تردعه القوة، واحدة من الاسباب التي قادت هؤلاء العملاء للعمالة والاستعانة بالسفارات، ضعف الجيش وقيادته التي تماهت مع بعض القوى السياسية ومنحتها تفويض تمثيل الثورة، ثم ماذا كانت النتيجة، شيطنة الجيش ثم دعوة الغرب لتفكيكه.
✍️يا سيادة الفريق برهان اما ان تكون قائد عظيم للسودان وجيشه في هذه اللحظة الفارقة من التاريخ، او ترجل عن صهوة الجواد فان السودان وجيشه لا يحتملان نصف قائد يده مرتعشة.
الربيع عبد المنعم