أكد الواثق البرير الأمين العام لحزب الأمة القومي بالسودان، عدم دقة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن انسحاب قوى الحرية والتغيير جناح المجلس المركزي القيادي، من اجتماع كان مقررا عقده في منزل السفير السعودي بالخرطوم.
وقال أمين عام حزب الأمة القومي في تصريحات لصحيفة «المصري اليوم»، إن الاجتماع كان غير رسمي في إطار الآلية الرباعية التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، لمواصلة الاجتماعات التي سبق أن عقدتها مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية .
واضاف: «الترتيبات للاجتماع كانت غير رسمية ولم يتم التحضير له بصورة مناسبة وبالتالي فإن الاطراف المعنية كانت غير موجودة«.
وردا على سؤال حول سبل حل الأزمة السياسية وتشكيل الحكومة المدنية، أكد الواثق البرير الأمين العام لحزب الامة القومي أن الإشكالية ليست في تشكيل الحكومة المدنية، وانما في كيفية الرجوع لمسار التحول الديموقراطي وفق اطار دستوري تستطيع من خلاله الحكم في الفترة الانتقالية .
وشدد البرير على أن ذلك لن يتم بدون آلية ومرجعية دستورية واضحة تحدد هياكل الحكم.
وأشار أمين عام حزب الأمة القومي إلى وجود مسعي جاد من نقابة المحامين السودانيين لاعداد مشروع دستوري انتقالي يشارك فيه كافة القوي المدنية، لافتا إلى أنه سيتم طرح هذا المشروع على كافة القوي السياسية السودانية للتوافق بشأنه.
واعتبر الواثق البرير أن المشكلة حقيقية ليست صراع مدني- مدني، لكنها تحديد الأزمة السياسية وتداعياتها الأمنية والاقتصادية، وإصرار المكون العسكري رغم إعلانة الانسحاب من العملية السياسية ،على فرض الوصاية على الشعب السوداني.
وأكد البرير أنه على أن الشعب السوداني لن يقبل هذه الوصاية نتيجة للحراك الثوري إضافة إلى الرفض الإقليمي والدولي.
وردا على سؤال حول ما إذا كان تعدد المبادرات المطروحة في صالح حل الأزمة السياسية، أكد الواثق البرير الأمين العام لحزب الأمة القومي أن المبادرات جيدة وكلها تتشابه في طرحها لكن تبقي المشكلة في قدرة هذه المبادرات على تلبية طموحات الشعب السوداني في تنفيذ مطالبة واستمرار ثورته.
وأشار البرير إلى الأخطر من الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها الشعب السوداني في الوقت الراهن، هو حالة التفكك القبلي وان القبائل بدأت تحترب وتنشب نزاعات فيما بينها.
وقال: «النزاعات المسلحة منتشرة الان والأمن منعدم، وهذه الظاهرة واضحة في النيل الأزرق وشرق وغرب السودان، وذلك نتيجة لغياب هيبة الدولة، حيث أصبحت كل مجموعة تحمي نفسها بالسلاح«.
وشدد الأمين العام لحزب الأمة القومي أن هذه الظاهرة تمثل خطرا على المكون السوداني والدولة السودانية.
ولفت الواثق البرير إلى أن المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية بدأت تهدد بمزيد من المقاطعة السودان وكلها من تداعيات انقلاب ٢٥ أكتوبر الماضي.
وقال: «نحن نأمل أن يستجيب المكون العسكري لصوت العقل ويسلم السلطة للمدنيين، لكن نستطيع أن نذهب لانتخابات يستطيع من خلالها أن يقول الشعب السوداني كلمته .
وردا على سؤال حول لقاء السفير الأمريكي الجديد بالسودان مع قوي الحرية والتغيير، أوضح الواثق البرير الأمين العام لحزب الأمة القومي أن السفير الأمريكي عقد كذلك لقاءات مع لجان المقاومة وأسر الشهداء، مضيفا «السفير الأمريكي لديه خطة واضحة لمحاولة إيجاد أو بناء الثقة بين المكونات المدنية لكي تمضي قدما لحل المشكلة السياسية«.
وتابع: «السفير الأمريكي أكد أنه يأمل أن المكون المدني يستطيع أن يتوافق حول رؤية موحدة».