إنه فيروس جديد ومن نوع آخر، سبّب ضررا كبيرا لعدد كبير من الدول وعدد كبير من الناس حول العالم.
ليس له لقاح ولا علاج إلا بالعزل والحجر واستخدام المضادات الحيوية لحصره والقضاء عليه، والالتزام بالنظافة الشخصية من غسل اليدين ونظافة البدن والثياب.
لا يكاد يُرى ولكنه فعّال إلى درجة كبيرة وشديد العدوى، ينتقل من إنسان إلى إنسان سريعا بعطسة أو كُحّة أو لمسة، ويبقى يصارع المناعة حتى يستطيع التغلب عليها.
أو يموت نتيجة محاربته بشتى أنواع المضادات، ولا شك أن هذا الفيروس له آثاره المدمّرة على الصحة والاقتصاد والسياسة.
وحدّ الكثير من الحركة، وأنهك العالم خلال فترة وجيزة، وجعله عاجزا عن التواصل مع الحياة اليومية، وأجبره على الالتزام بإجراءات صارمة، حتى لا يُصاب أكبر عدد ممكن من البشر، بعد أن صُنّف بأنه شديد العدوى، وخطير إذا أصاب إنسانا، قد يُشفى وقد يؤدي به إلى الوفاة.
هذا هو الوجه السلبي لفيروس كورونا، فهل يحمل وجهًا إيجابيا؟ وهل تصحّ فيه مقولة رُبّ ضارة نافعة؟.
دعنا نرى ذلك، ذكرت بعض التقارير أن فيروس كورونا قام بتنظيف الجوّ في كل المناطق التي مر بها، بدءا من الصين إلى أوروبا إلى آسيا، فقد طاف على القارات محدثا اضطرابا عند البشر.
لكنه جعلهم ملتزمين بالنظافة الشخصية وحذرين جدا من أي تواصل ممنوع، كالازدحام غير المبرّر في الملتقيات وفي الأماكن العامّة سواء للتسوّق أو الاستمتاع، وحدّ من حركة الطيران ومن تنقل الأشخاص عبر القطارات والحافلات التي تنبعث منها كميّات ضخمة من ثاني أوكسيد الكربون، وقد سبب ذلك تلوثا كبيرا للفضاء.
ومن أكثر البلدان التي تشهد تلوثا في العالم اليوم هي الصين التي لم تلتزم بمعايير السلامة البيئية رغم تحذيرات العلماء ونصائحهم بضرورة خفض التلوث فيها.
وهي الدولة التي يقارب عدد سكانها الملياري نسمة، وتملك أكبر المصانع في العالم، وتمتلك ترسانة نووية يمكن أن تزعزع العالم كله.
فالصين إحدى الدول التي تشهد تلوثا غير عادي، ولا تريد أن تلتزم باتفاقية المناخ التي وقعها كثير من دول العالم في قمة باريس، بل سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الخروج منها بعد فوزه برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وظلت طبقة الأوزون تتآكل حتى وصلت مرحلة خطيرة حسب شهادة العلماء، كما أن ذوبان الثلج في القطبين الشمالي والجنوبي قد وصل مرحلة حرجة، مما جعل العلماء يصدرون التحذير وراء التحذير من انفجارات خطيرة ستشهدها الأرض إذا استمر الإنسان في عبثه بالبيئة.
وبما أن الإنسان لا يأبه بهذه التحذيرات ويواصل جشعه وطمعه من أجل مصلحة شخصية واللهاث وراء الربح على حساب ملايين البشر، فإن الله تعالى جعل لكل شيء قدْرا، وما كان الإنسان يستطيع أن يفني الكون قبل زمانه ووقته الذي حدّده الله تعالى.
يبعث الله سبحانه وتعالى جنوده لإبطال ما يفعله الإنسان ولمصلحة الإنسان نفسه، لذلك قيل، إن الله تعالى يضرّ لينفع، وقد صدقت هذه المقولة مع فيروس كورونا، حيث أتى الفيروس بسرعة هائلة واستطاع أن يوقف كل ما كان سببا في تلوث البيئة والفضاء والجو.
توقفت الطائرات عن التحليق في الفضاء، وكم من الأدخنة كانت تنثر في الجو، وتوقفت القطارات والسيارات والحافلات، وتوقف استعمال الشيشة التي تنثر السموم في الفضاء، مما ساهم فعلا في تنظيف الجو هذه المدة.
بل هناك من يقول كانت ستحدث انفجارات هائلة في الأرض بسبب هذه الأدخنة وهذا التلوث وعبث الإنسان ولا مبالاته بما يجري على كوكبه، وعدم التزامه بما يحفظ الأرض من هذه الانفجارات.
ومن لطف الله تعالى بنا أن أرسل هذا الفيروس، فكان سببا للحفاظ على الحد الأدنى من الصفاء والنقاء في الكون، وحافظ ولا يزال يحافظ على توازن طبقة الأوزون والحدّ من تآكلها، وبالتالي قيل إن فيروس كورونا ينظف الجو في كل من الصين وإيطاليا وإيران وهي الدول التي تشهد انتشارا كثيفا للفيروس.
بل إن البعض أرجع ذلك إلى نظرية المؤامرة، وذكرت بعض التقارير أن الفيروس من صنع أمريكي لتقويض الاقتصاد الصيني.
وأن الصين بعد أن تفاجأت بالفيروس استطاعت مواجهته والإيقاع بخصمها الأمريكي، حيث صرح الرئيس الصيني الذي استخدم التكتيك الاقتصادي في مواجهة المرض، بأن الصين غير قادرة على مواجهة الفيروس.
مما جعل المستثمرين الأجانب يبيعون أسهمهم بأبخس الأثمان ويهربون من الصين توقّيا، فاستغلت الصين الوضع وربحت في هذه الخدعة التكتيكية الاقتصادية المليارات من الدولارات، وظلت هذه الحرب البيواقتصادية بين الصين وأمريكا تحرّك العالم.
مرة نحو الأعلى ومرة أخرى نحو الأسفل، ويظل الكبار دائما يتلاعبون بعقارب المال والأعمال، يوجهونها حيث ما يريدون.
وأيا كانت التفسيرات والتأويلات، نحن نؤمن أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ونؤمن أن الله تعالى قادر على كل شيء.
وهو الوحيد الضار والنافع، يضر لينفع، ويمنع ليعطي، ويصيب ليشفي، وتبقى هذه التخمينات مجردة من الحقائق إلا إذا ثبتت علميا وجنائيا سواء من حيث اختراع أمريكا الفيروس وإصابة الاقتصاد الصيني في مقتل.
أو إسهام الفيروس في تنظيف كوكبنا وحمايته من انفجارات قد تهلك الملايين في زمن قليل، ويبقى التعلم من الجوائح والكوارث واستخلاص العبر والدروس هو الأساس.
فوزي حديد