أعلن التحالف بقيادة السعودية الذي يقاتل في اليمن يوم الجمعة تشكيل حكومة تقاسم للسلطة تضم شخصيات من المجلس الانتقالي الجنوبي في الحكومة المعترف بها دوليا في إطار اتفاق لإنهاء نزاع على السلطة بين طرفين حليفين.
وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي مقرها عدن وهي متحالفة مع الانفصاليين الجنوبيين في صف التحالف الذي يحارب الحوثيين
الموالين لإيران والذين سيطروا على العاصمة صنعاء منذ 2014. لكن المجلس الانتقالي الجنوبي أعلن هذا العام حكما ذاتيا
في عدن ونشبت معارك بين الجانبين في الجنوب مما عقد جهود الأمم المتحدة لعقد وقف إطلاق نار دائم في الصراع اليمني الأوسع نطاقا.
وذكر بيان من مكتب الرئيس هادي أن التشكيل الجديد أعاد تكليف معين عبد الملك برئاسة الوزراء وتشمل الحكومة الجديدة
خمسة وزراء من أكبر تكتلين سياسيين في اليمن وهما المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح.
لكن هادي احتفظ بأقرب حلفائه في الحقائب الوزارية الرئيسية وهي الدفاع والداخلية والخارجية والمالية.
وجاء تشكيل الحكومة الجديدة بعد أسبوعين من فصل القوات وإعادة نشرها في الجنوب بما سيؤدي لعودتها لجبهات
القتال ضد الحوثيين في الشمال وفي خارج عدن.
الاشتباكات
وتسببت الاشتباكات بين أطراف داعمة للتحالف المناهض للحوثيين في عرقلة جهود الأمم المتحدة التي تسعى
للتفاوض على وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد يمهد الطريق أمام استئناف المفاوضات السياسية التي كانت آخر
جولاتها قد عقدت في ديسمبر كانون الأول 2018 من أجل إنهاء الحرب في البلاد.
وسعت الرياض جاهدة لمنع انفتاح جبهة صراع جديدة بين حلفائها في الحرب اليمنية متعددة الأطراف والتي وصلت
لجمود عسكري منذ سنوات.
وتسبب الصراع الذي يعتبر على نطاق واسع حربا بالوكالة بين السعودية وإيران في مقتل أكثر من مئة ألف كما
تسبب فيما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم.
أبصرت حكومة يمنية جديدة بدعم من السعودية النور مساء الجمعة بعد مخاض عسير، على أمل إنهاء الخلافات في
معسكر السلطة الساعية لمنع المتمردين الحوثيين من السيطرة على آخر معاقلها في شمال البلد الغارق في الحرب.
وقال مسؤول حكومي لوكالة فرانس برس مفضّلا عدم الكشف عن هويته إن الحكومة الجديدة تضم في أطيافها وزراء
موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي وآخرين مؤيدين للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذراع السياسية للانفصاليين
الجنوبيين، إضافة إلى ممثلين لأحزاب أخرى.
وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين الحوثيين المدعومين من إيران، وقوات أخرى تقودها
المجموعات المؤيدة للحكومة بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية، منذ سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل
نحو ست سنوات.
لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين. فالقوات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب حيث
تتمركز السلطة، تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وتتهم الحكومة بالفساد
وتخوض معارك معها.