اما بعد.. لجنة التمكين


الصادق الرزيقي

حتي في لحظة الحديث عن ما يسمي بلجنة إزالة التمكين ، و البهلوان بعينيه الباردتين الذاهلتين ، الذي يزور اللجنة محرضاً علي رائحة الدم و الإبتزاز و السرقة و التضليل و الخيانة ، لا تبدو الصورة غير تلك التي تراها الأعين ، فهم اليوم مثل الدود المنهمر يأكل من توابيت الوطن ، و عرابهم الذابل النظرات ، يهمس راجفاً ، كأن الزمان قد توقف عنده ، وكأن نواميس الكون لا تتحرك ، و ما دري هؤلاء الجهلة ، أنهم يقتربون من إعلان حكومتهم جيفة متعفنة ، يغطي وجوهم الصديد ، و من عجب أن هؤلاء العملاء في لجنة التمكين يديرون عملية تقطيع الوطن وبيع اجزائه في متجر تجارة الأعضاء ، يبصقون ألف مرة علي وجه مبني البرلمان الذي أعلن منه الإستقلال ، و شهدت قاعاته وقبته و ردهاته الرجال العظام والكبار الكرام الذين وهبوا أعمارهم لوطن عزيز ومن أجل الحرية و الديمقراطية و حرية التعبير … صورة شائهة أن يجلس و يتمرغ في ذري مبني برلمان الاستقلال اليوم أشباه الرجال .. بينما كان بالأمس بهياً يسطع فيه الرجال …!
ستظل هذه اللجنة و حمدوكها و بعض الطبالين المشائين بنميم ، هم الدمامل المتقيحة التي بنتانتها أفسدت الاجواء العامة في البلاد ونشرت بين اهله الحقد والقبليات والجهويات و المواقف التي تنتمي إلي دائرة الولاء الأدني ، بدلاً من أن يستع صدر الوطن و يرتقي أهله بولائهم له وسعيهم لارساء دعائم الحكم الرشيد ، هذه الوجوه المنبتة التي نشاهدها كل يوم في ما يسمي بلجنة ازالة التمكين ، هم خسف النعال لأسيادهم الذين يحركونهم في الخارج ، برعوا في التزين بأردية عبدة الدولار لعلهم يبلغون شأواً ليسوا ببالغيه و لو شاب الغراب و إبيّض مفرق الطفل الوليد ..
لا نجد وصفاً يليق بهذه اللجنة ، أفضل من أنها كالكلبة اللقوح ، تنفث سُعرها ، و يعلو نباحها الملهاث ، وتظن جهلاً كجهل أعضائها ، أنها تستطيع أن تعض ، و تنهش بأسنانها المتآكلة المخلخلة في تاريخ مجيد للحركة الإسلامية التي تقترب في عمرها من الثمانين عاماً ، تحمل خبرة و تجربة وقدرة علي إنتاج الأفكار و التاكتيكات السياسية و تحسن قراءة المشهد و تعرف قواعد اللعب ، بما يجعل إستهدافها من هذه اللجنة مجرد نزهة و سحابة عابرة ، حتي إذا ما إلتفت إلي هذه الكلبة اللقوح ، سقطت أسنان سافلة الكلاب ، وخبأت ذيلها بين رجليها الراعدتين ..
فلتعلم هذه اللجنة و أعضائها الأفاعي ، أن لحم خصومها حنظل قارح ، ستتكسر نصال لجنتهم علي الصدور الباسلة ، فخصمهم لم يتحرك بعد ، يعرفهم جيداً ، يعرف أين نقاط ضعفهم ، وهو مخترق صفوفهم حتي النخاع ، من أعلي قمة لجنتهم الي أدناها ، هؤلاء الأعلي ضجيجاً ، عاشوا و سيظلوا عملاء و مصادر و مخبرين لغيرهم ، تعودوا علي هذه المخازي ، تاريخهم المنكور معروف و حافل ، فمناع كان عميلاً منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي و تم زرعه في حركة مني اركو مناوي و كان يزود أمن النظام حتي بأرقام السيارات اللاندكروزر التي كانت تشتري لحركة من من دبي ، و السؤال الأهم لماذا فصل من حركة مناوي بعد إتفاقية ابوجا 2006م وكم نهب من الأموال ؟ ، بينما الأراجوز وجدي ، الجبان الرعديد فمن زمن جامعة القاهرة فرع الخرطوم كان يتوسل الإسلاميين و يخشاهم وتباكي أمامهم و يخون كوادر حزبه و طوال عهد الإنقاذ كان يقدم خدماته لأجهزة الإنقاذ الأمنية ويتقرب زلفي ، أما المتصيحف الفاشل المطرود من كل موقع و مهنة ، الرئيس المناوب للجنة ، فسلّ عنه من كانوا يتعاملون معه وعن إسمه الحركي و هو مصدر مزروع وسط الإتحاديين تارة وبين كوادر اليسار تارة أخري غير أن موهبته الضعيفة في الحبك و التأليف خذلته مرات و هو يختلق التقارير و الافادات و المعلومات …
لجنة يقودها مثل هؤلاء المدعين الكذابين الفاسدين المبتزين ( مستجدي النعم ) ، لا تستطيع أن تحقق شيئاً في هذا الصراع المكشوف ، سيلتفت إليهم خصومهم وقد طال صبرهم و كظموا غيظهم ، وليس من أحد أقدر من الإسلاميين علي خوض مثل هذه المعارك .. فحتي اللحظة لم يحركوا كوادرهم ، إذا كانت اللجنة تظن آثمة ، أنها فصلت و بتحالفها مع العسكريين الألاف من الضباط و الجنود في الجيش و الأمن والشرطة ، و ألوف الموظفين و الدبلوماسين و الأطباء و الإداريين و الفنيين و المهندسين والبيطريين و الإعلاميين و كوادر بلا عدد مؤهلة و مدربة علي العمل السياسي و التنظيمي و الأمني ، و هم أهل خبرة طويلة إمتدت في إدارة الدولة لثلاثين عاماً ، كل هؤلاء يعملون تحت الأرض و فوقها و يتلزمون نهجاً تنظيمياً صارماً ، فهل تظن هذه اللجنة و رجالها البلهاء بإنها قادرة علي معاداة تنظيم متجذر في المجتمع إذا ما حرك كوادره الحية الفاعلة .. لات حين مناص ..
إذا كان رجل واحد من قيادات الصف الوطني الملتزم يسمي الناظر محمد الأمين ترك ، يزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة و يتحداهم و يحيل نهارهم إلي ليل مسود و رماد ، وخلفه انسان الشرق العنيد ، و علي ظهره تاريخ أهله و ماضي النظارات العريقة العتيقة التي ما انكسرت للمستعمر الإنجليزي في قمة صلفه و عنفه و سطوته و دونكم معركة ( تأماي ) الشهيرة بشرق السودان بين البجا و قوات المستعمر البريطاني التي خلدها الشاعر الإنجليزي روديارد كليبينغ في قصيدته الشهيرة ( فيزي ويزي Fuzzy – Wuzzy )، فهل تستطيع هذه الكلبة اللقوح مواجهة هؤلاء مرة اخري .. تعمل ما تسمي بلجنة إزالة التمكين الآن علي شيطنة الناظر ترك ، و يعدون لحملة إعلامية شرسة ضده ، و بدأوا في تحريض سياسي وإعلامي لإستهدافه ، و وضع حزب البعث بقيادة الدموي سنهوري مرة أخري خطة لإغتياله ، لكن هيهات ستطيش سهامهم ، و سيخزيهم الله ، سيوحدون أهل الشرق خلف الرجل القوي كالجبل الأشم ، و ستثور ثائرة قبائل السودان جميعاً ، مثلما تستعد الطرق الصوفية للتعاضد و التضامن النصرة للشيخ العالم العلامة الطيب الجد ود بدر الذي يستهدفه جراء الكلبة اللقوح و يعلو نباح وجدي صالح خلفه لكن الرجل مثل السحاب لا يتلفت لنباح الكلاب …