انتخابات قد تفضي لمأزق جديد.. الإسرائيليون يصوّتون لحسم مصير نتنياهو

حالة قلق في معسكر أزرق أبيض من أن زعيمه بيني غانتس قد لا يحصل على فرصة أخرى في حال فشل في هزيمة نتنياهو هذه المرة

يواصل الناخبون التصويت بوتيرة مرتفعة في الانتخابات الإسرائيلية التي قد تحسم مصير رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو، الطامح لولاية رابعة على التوالي تمكنه من تنفيذ بنود خطة السلام الأميركية عبر ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية.

وقبل أربع ساعات على غلق مكاتب الاقتراع (في العاشرة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي)، تجاوزت نسبة المشاركة 56%، وكانت قد تخطّت قبل ذلك بنحو نقطتين النسبة المسجلة في الانتخابات المعادة الثانية التي جرت في أيلول/سبتمبر الماضي.

وعلى مدى 15 ساعة، يدلي الناخبون -البالغ عددهم نحو 6.5 ملايين- بأصواتهم في نحو 11 ألف مركزٍ، لانتخاب ممثليهم من بين مرشحي ثلاثين قائمة حزبية، ويجري الاقتراع وسط مخاوف من انتشار فيروس كورونا عقب تسجيل 12 إصابة بالمرض حتى مساء اليوم.

وحشدت الشرطة الإسرائيلية نحو عشرة آلاف فرد لحماية العملية الانتخابية، وخصصت وحدة وجهازا متخصصا لمواجهة حملات تستهدف نشر شائعات حول تفشي فيروس كورونا لتخويف الناخبين ومنعهم من التصويت.

وتجري هذه الانتخابات -وهي الثالثة خلال عام- وسط منافسة حادة بين معسكري اليمين واليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، وبين تحالف أزرق أبيض المحسوب على الوسط واليسار.

وأشارت استطلاعات الرأي التي نشرت قبل أيام إلى أن أيا منهما لن يتمكن بمفرده أو مع شركاء آخرين من تحقيق أغلبية 61 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ120 تمكنه من تشكيل الحكومة، وهو ما من شأنه أن يفضي لانتخابات جديدة لا يرغب فيها المعسكران.

وحث نتنياهو وغانتس اليوم الناخبين على التصويت بكثافة، ويعوّل كلاهما على أصوات ناخبين امتنعوا عن التصويت في انتخابات أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول الماضيين.

وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن نتنياهو يستهدف نحو ثلاثمئة ألف من الناخبين المحسوبين على اليمين واليمنين المتطرف، بما في ذلك حزب الليكود، ممن لم يصوتوا في الانتخابات الأخيرة. 

مصير نتنياهو

ويراهن رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية على الانتخابات الحالية لتحقيق فوز يجنبه -مؤقتا على الأقل- الخضوع للمحاكمة المرتقبة منتصف الشهر الجاري، بعد اتهامه رسميا بالفساد.

وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إنه في حال نجاح نتنياهو في تعبئة مئات الآلاف من الناخبين اليمينيين ممن لم يصوتوا في الانتخابات الماضية، فقد يتيح له ذلك ضمان أغلبية من 61 صوتا تمكنه من تشكيل حكومة يمينية أصولية متشددة، دون اللجوء لأصوات زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” الذي أفشل مساعي نتنياهو لتشكيل حكومة عقب الاقتراعين السابقين.

في السياق، قالت مراسلة الجزيرة نجوان سمري إن هناك حالة قلق في معسكر أزرق أبيض من أن زعيمه بيني غانتس قد لا يحصل على فرصة أخرى في حال فشل في هزيمة نتنياهو هذه المرة.

اعلان

وخلال إدلائه بصوته اليوم، حث غانتس الناخبين على التصويت وعدم الانجرار وراء الأكاذيب، وقال إنه يأمل في أن يتحقق التغيير، وأن يمثل هذا اليوم بدء ما وصفها بعملية شفاء لإسرائيل.

وكان كل من نتنياهو وغانتس قد اتهم الآخر خلال الحملة الانتخابية بأنه ليس أهلا للقيادة.

وخلال إدلائه بصوته اليوم، حث غانتس الناخبين على التصويت وعدم الانجرار وراء الأكاذيب، وقال إنه يأمل في أن يتحقق التغيير، وأن يمثل هذا اليوم بدء ما وصفها بعملية شفاء لإسرائيل.

وكان كل من نتنياهو وغانتس قد اتهم الآخر خلال الحملة الانتخابية بأنه ليس أهلا للقيادة.

فلسطينيو الداخل

وكما هو الحال بالنسبة لأصوات أنصار اليمين واليمين المتطرف التي يراهن عليها نتنياهو لزيادة فرصه، تشكل أصوات فلسطينيي الخط الأخضر عاملا مهما في هذا الاقتراع.

ورجح النائب أحمد الطيبي أن ترفع القائمة العربية المشتركة عدد مقاعدها في الكنيست من 13 مقعدا إلى 16، وقال إن ذلك سيثبت أن الأصوات العربية سوف تخرج نتنياهو من الحكومة.

وتخوض القائمة العربية المشتركة -التي تضم الأحزاب الأربعة الكبرى لفلسطينيي الخط الأخضر- الانتخابات الإسرائيلية وسط تحديات جمة، وتؤكد أن أبرز التحديات هي الخطة الأميركية للسلام، والقوانين العنصرية بحق فلسطينيي الداخل، وتفشي الجريمة والعنف، وهدم المنازل.

وبينما ترفض بعض الأحزاب العربية المشاركة في الانتخابات من منطلق أيديولوجي، إذ تقول إنها تقوم على مبدأ رفض منح شرعية للمؤسسات الصهيونية؛ يرى مراقبون أن مشاركة العرب في هذه الانتخابات لها أهمية خاصة في ظل التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.