تعد الأحداث الدامية التي نشبت بين القبائل التي تتواجد غرب دارفور في منطقة كرينك التي تبعد 80 كلم عن عاصمة الولاية الجنينة، هي الأعنف من نوعها حيث أنها منذ نشوبها في 22 من الشهر الجاري خلفت اكثر من مائتي قتيل وجرح المئات من المدنيين، كما تمخض عنها حرق كل المحاصيل الزراعية والسكنات والسيارات، وهو ما أدي إلي انتشار آفات اجتماعية كالجوع وغيرها في المنطقة.
ويجدر بالذكر أن في الأيام الأخيرة الماضية تداولت الكثير من مواقع التواصل الإجتماعي خلطات ووصفات شيطانية لصناعة قنابل يدوية بطريقة تقليدية، حيث نشرت تفاصيل صناعتها بأدوات في متناول الجميع كمسحوق فلاش المستعمل للتنظيف والألمنيوم المستعمل للتعليب إضافة إلي البنزين والمسامير، منوهين إلي أنها تحدث انفجارات هائلة ومهولة، وهو الأمر الذي بث الفزع في أوساط السكان المحليين.
كما أن بعض القاطنين في منطقة النزاع شاهدوا بعض المشاركين في القتال من الطرفين يحملون زجاجات بلاستيكية فيها ألمنيوم وسوائل أخري، وهي علي الأغلب القنابل التي نشرتها وسائل التواصل، حيث وحسب السكان المحليين فإنه تم استخدام هذه الزجاجات البلاستيكية لإضرام النيران في المنازل والسيارات والمخازن الخاصة بالمحاصيل الزراعية ما أدي إلي أضرار مادية كبيرة، كما لوحظ استعمالها ضد البشر وهو ما أسفر عن سقوط بعض الجرحي والقتلي في طرفي النزاع.
ارتاب الخوف السكان المدنيين بعد مشاهدتهم الإنفجارات التي نجمت عن هذه القنابل، والتي أحدثت حرائق كبيرة في منازلهم و سياراتهم ومحاصيلهم الزراعية، وهو الأمر الذي جعل الكثيرين من المدنيين يفرون من مساكنهم تاركين وراءهم كل ما يملكون خوفا علي حيواتهم وحيوات أولادهم.