انحسار القيم المجتمعية

كان نظام الأسرة السودانية نظاما مترابطاً وقوياً وكان يراقب الابناء والبنات بدقة عالية ويغرس فيهم القيم السودانية العالية وكان يعتمد علي نظام الأسرة الممتدة والتي كان فيها للجد والعم والخال نفس حق الأب في التدخل في تربية افراد الأسرة لذا كان الابناء يعملون الف حساب لاي خطأ يبدر منهم لأنهم يعرفون انهم تحت اعين الاسرة الممتدة لذا كانوا حريصين بان لا يأتون باي تصرفات سالبة تكون خصما علي أسرهم وايضا لم تكن الأسرة وحدها هي التي تحافظ علي غرس القيم العالية علي ابنائها بل كان الشارع نفسه يقوم بنفس دور الأسرة.. فاذا اخطا احدهم تجد اكثر من شخص في الشارع العام يقوم بتوبيخك وتانيبك وقد يقوم بضربك حتي اذا خرجت عن آداب السلوك العام.. وقد يكون هو جارك او اي شخص مار في الطريق العام… اما الآن فلا يستطيع احد ان يفعل ذلك والا سيسمع كلاما جارحا من الشباب. واصبحت الاسر منغلقة علي نفسها لا تسمح بتدخل الأقرباء حتي في تربية ابنائهم دعك من رجل الشارع الماري في الطريق. في الماضي كان للام دور ريادي في تربية الأبناء فهي ربة المنزل ودقيقة الملاحظة لابنائها عندما كان امر المعيشة سهلا يقوم به الاب فقط.. اما الان فقد خرجت الام الي العمل ايضا وذلك ليس عيبا ولكن خروجها للعمل اثر علي مراقبتها لابنائها واصبحت علاقتها بابنائها تنحصر في ساعات قليلة عندما تعود من العمل كالاب تماما مما ادي الي ضعف المراقبة للأبناء وهذا يعتبر اثرا مباشرا للعامل الاقتصادي.. الدولة ايضا لم توفر فرصا كافية للعمل للخريجين الشباب مما ادخلهم في حالات نفسية بانهم عاجزون عن مساعدة اهلهم الذين صرفوا عليهم كل مايملكون في دراستهم والان لا يستطيعون حتي رد الجميل لاهلهم او مجرد المساهمة في مصاريف البيت ومازالوا يتلقون مصاريفهم من الاب او الام مما ادخلهم للتطرق للبحث عن اساليب اخري لتغيبهم عن الوعي عن الحالة التي يعيشونها.. واصبحوا يتناولون المخدرات هروبا من واقعهم الأليم… الإعلام عجز تماما عن عكس مشاكل الشباب ولم يتيح لهم منابر ليعبروا فيها عن واقعهم وماذا يريدون… الحل في نظري الرجوع الي تعميق اثر الأسرة ببرامج ذكية ومشاريع إعادة تاهيل وان تكون هناك خطة للدولة لاستيعاب هؤلاء الشباب وتشغيلهم والاستفادة من طاقاتهم واعادة الثقة الي أنفسهم بانهم مازالوا صالحين لاسرهم واوطانهم….

بروف هاشم علي سالم