بدت بارقة أمل في انفراجة محتملة بشأن الملء الثاني لسد النهضة، فوسط تقارير عن اعتزام اثيوبيا التوصل إلى حل يخاطب مخاوف السودان من تداعيات الملء الثاني لبحيرة سد النهضة في يوليو واغسطس المقبلين، عبر خبيرا سدود سودانيان عن تفاؤلهما حيال إمكانية الوصول إلى حل يجنب السودان مخاطر الاضرار المحتملة إذا ما التزمت أثيوبيا بملء منتظم للبحيرة.
وتزامن هذا التطور مع إعلان الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة استعدادهما للتوسط لحل أزمة السد بالطرق الدبلوماسية.
مخاوف مستمرة:
وتزايدت مخاوف دولتي المصب، السودان ومصر ، خصوصا في ظل اعتزام إثيوبيا المضي قدما في خطة الملء الثاني لبحيرة السد وإعلانها إنجاز 79 في المئة من مراحل السد الذي تبلغ تكلفته 5 مليار دولار وبطاقة تخزينية تقدر بنحو 74 مليار متر مكعب.
وبالفعل عانى السودان من مشكلات حقيقية في تدفقات مياه ري المشاريع الزراعية عندما نفذت إثيوبيا خطة التعبئة الأولى خلال خريف العام الماضي دون تنسيق مسبق مع السودان تمثلت في أزمة كبيرة في مياه الشرب في المدن الرئيسية بسبب انحسار المياه في بعص الفترات في النيل الأزرق ونهر النيل وارتفاعها في الفترة التي تلت اكتمال التعبئة الأولى، مما أثر على وضع طلمبات الضخ.
ملء منسق:
واعتبر وزير الري السوداني الأسبق عثمان التوم أن المقترح من الناحية الفنية جيد ويمكن أن يقلص من مخاوف السودان بشرط أن يتفق الجانبان على برنامج تفصيلي تلتزم من خلاله إثيوبيا على ملء منسق أو منتظم بحيث لا يسمح بحجز كميات أكبر في وقت واحد، أو مدد زمنية أقصر، ويستكمل الجزء الاقل في المدة المتبقية من الشهرين المحددين.
القنبلة المائية:
قال هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن السودان تخشى من انخفاض مستوى نهر النيل في الملء الثاني لسد النهضة كما حدث في الأول.
وأوضح أن الملء الثاني سيكون 3 أضعاف الملء الأول، ما يعني أن الخسائر ستكون مضاعفة بشكل قد يفوق قدرات تحمل السودان، لافتًا إلى ما تقترحه أثيوبيا حاليًا من تنظيم عملية الملء الثاني.
وذكر أنه في حالة موافقة السودان على ما تقترحه أثوبيا من تنظيم عملية الملء الثاني لسد النهضة ستفكك تعاونها مع مصر، موضحًا أن هذا هو ما تستهدفه أثيوبيا في الأساس.
وأشار إلى حجز سد النهضة لـ 18.5 مليار متر مكعب من المياه بعد التعبئة الثانية ، مضيفًا أن ذلك يعتبر بمثابة حصانة وحماية للسد من أي تدخلات عسكرية.
ولفت إلى أنه بعد الملء الثاني ستمتلك أثيوبيا ورقة ضغط ضد السودان وهي القنبلة المائية التي يحتجزها خزان السد والتي من شأنها أن تغرق مناطق كبيرة بالسودان.