كشفت صحيفة فورن بولسي الأمريكية، عن عزم “تل أبيب” ترحيل اللاجئين السودانيين قسراً عقب التوقيع على اتفاقية التطبيع رسمياً والمقرر لها الأسبوع الأول من يناير المقبل.
وقالت الصحيفة، إن التطبيع مع إسرائيل جعل منظمات الإغاثة تدرك أن إسرائيل على وشك ترحيل اللاجئين السودان قسراً إلى بلادهم كما فعلت مع لاجئي دولة جنوب السودان عقب انفصاله عن السودان العام 2011م،.
فيما اعتبر اللاجئون السودانيون بحسب الصحيفة، أنهم كبش فداء للسياسة الإسرائيلية الداخلية كون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه العديد من الفضائح السياسة ووعد مراراً وتكراراً بطردهم. ونوهت الصحيفة إلى أن الترحيل القسري للاجئين السودانيين يُعتبر أحد أبرز سياسات حزب الليكود الذي يتزعّمه نتنياهو.
فيما قالت عضوة البرلمان من الحزب، ماي جولان لطالب لجوء سوداني في تبادل مسجل على شريط فيديو انتشر في إسرائيل “هناك سلام في السودان الآن، لذا يمكنك العودة إلى بلدك”.
وأضافت، ماي جولان، في تغريدة لها على (تويتر) “لن يردعني شئ في النضال من أجل وضع سياسة للهجرة وطرد جميع المتسللين إلى إسرائيل وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية”.
البرلمان الإسرائيلي يصف اللاجئين بالسرطان
ونبّهت الصحيفة إلى أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين والمواطنين العاديين أظهروا درجة من التعاطُف، على الرغم من أن اللاجئين جاءوا من دولة معادية، وأشارت إلى أنه ومع ازدياد أعدادهم في السنوات الماضية بدأ العديد من الإسرائيليين- وخاصة المنتمين إلى اليمين المتطرف، بالاعتراض على وجودهم في ظل سكن العديد من السودانيين في أحياء الطبقة العاملة بجنوب تل أبيب التي تنظر إلى الوافدين الجُدد على أنّهم مُجرمون ويُزعمون أنهم ينشرون الأمراض ويُشكِّلون تهديداً ديموغرافياً للأغلبية اليهودية في إسرائيل.
وكانت قد وصفت عضو البرلمان الإسرائيلي ميري ريجيف، اللاجئين السودانيين بأنهم سرطان، وواجهت انتقادات حادة بسبب تصريحها، ووُصف بأنه عنصري ويستهدف السود.
ويقيم 6285 لاجئا من السودان في تل أبيب، وفقا لبيانات سلطة السكان والهجرة، وتظهر البيانات أن السودانيين يشكلون نحو 20% من اللاجئين الأفارقة الذين يبلغ تعدادهم 32 ألفا، ومعظم اللاجئين الأفارقة المقيمين في إسرائيل هم من إريتريا والسودان، ودول أفريقية أخرى.
وتظهر البيانات أنه منذ بداية عام 2020 غادر 663 لاجئا إسرائيل طواعية، 68 منهم من السودان، ويتوقع زيادة هذا العدد بعد اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسودان. وتقول صحيفة معاريف “إن آلاف اللاجئين السودانيين سيعودون إلى بلادهم بموافقة الدولتين، مع ضمانات لسلامتهم“.