بعد عام من المجزرة أكثر من (500) جثة بالمشارح تنتظر لجنة “مفقودي فض الاعتصام”

الخرطوم: شمائل النور.

” لايمكن استلام جثمان مجهول الهوية نسبة لامتلاء الثلاجة” إعلان يبدو غريباً، علقته إدارة مشرحة مستشفى أم درمان التعليمي في مداخل المشرحة المتهالكة،

لكن الغرابة زالت حينما ولجنا داخل المشرحة حيث الجثث مجهولة الهوية متراكمة بعضها فوق بعض، على نحو صادم،

وكشفت جولة لـ “التيار” داخل مشرحتي (أم درمان والأكاديمي) أوضاعا مزرية، وتحتفظ مشارح الخرطوم الثلاث “بشائر، أم درمان

والأكاديمي” بمئات الجثث منذ فض اعتصام القيادة العام الماضي في انتظار نتائج اللجان المكلفة بالتحقيق في قضية مفقودي القيادة العامة،

وشكا هاشم فقيري، مدير هيئة الطب العدلي من تكدس مئات الجثث في المشارح، وقال في تصريح لـ “التيار” إن مشارح الخرطوم تحتفظ بأكثر من (500) جثة تنتظر قرار النيابة بالدفن بينما الطاقة الاستيعابية لهذه المشارح لا يتعدى (100) جثة،

 الأمر الذي أدى إلى شلل في عمل المشارح عطفا على زيادة حمولات الأدراج المخصصة للجثث ويسع الدرج لجثة واحدة في الوضع الطبيعي بينما يُحمل الآن ثلاث جثث،

وحاولت هيئة الطب العدلي إيصال وجهة نظرها الفنية للجهات المعنية فيما يتعلق بوضع المشارح لكن يبدو أن لا سبيل إلا انتظار ما تسفر عنه التحقيقات

لا يوجد حل مطروح

ووفقا لمدير مشرحة أم درمان؛ جمال يوسف فإن المشرحة محتفظة بـ (140) جثة ترجع للعام 2019 و (159) جثة في العام الحالي، ولا يبدو أن هناك حل مطروح إلا زيادة السعة الاستيعابية للمشارح إلى حين الانتهاء من التحقيقات.

وتنظر لجنة (التحقيق في اختفاء الاشخاص في أو بعد 3 يونيو) المعروفة إعلامياً بلجنة (المفقودين) في “41” بلاغ، وقال أحمد سليمان؛

مقرر اللجنة لـ “التيار” إن اللجنة سبق وأصدرت قرارا بعدم دفن أي جثة مجهولة الهوية إلى حين الانتهاء من التحقيقات، وتم تشكيل لجنة للنظر في ملف مفقودي فض الاعتصام في ديسمبر الماضي،

لكن لم تخلص اللجنة إلى نتائج ويعزي مقرر اللجنة تأخر النتائج إلى أن اللجنة تم تشكيلها بعد نحو ستة أشهر من فض الاعتصام الأمر الذي صعّب جمع المعلومات والتقصي،

لكنه أكد وجود بعض العينات بالمعامل الجنائية لإجراءات فحص الحمض النووي (DNA) ولا يستبعد أحمد سليمان لجوء اللجنة إلى نبش بعض القبور لإجراءات تتعلق بمطابقة الحمض النووي.