بيان حول مليونيات الثلاثين من يونيو
الشعب ينتصر والانقلاب ينهزم
يسطر شعبنا الآن ملحمة جديدة من ملاحم التحرر الوطني والثورة ضد الظلم والاستبداد. خرجت الملايين في جميع أنحاء السودان رفضاً لانقلاب ٢٥ أكتوبر ولانتزاع سلطة الشعب المدنية الكاملة التي تنفذ مطالب الثورة وغاياتها.
كما هو متوقع قابلت السلطة الانقلابية مواكب شعبنا السلمية في كل ارجاء السودان بالرصاص وأقصى أشكال العنف، ليرتقي حتى ساعة كتابة هذا البيان خمسة شهداء في أم درمان والخرطوم وعشرات الجرحى، وسط عزيمة لا تلين من الثوار والثائرات الذين لم يتراجعوا أمام بطش الانقلابيين. إننا نحمل السلطة الانقلابية مسؤولية الضحايا الذين سقطوا ونؤكد أن هذه الجرائم التي تشكل جرائم ضد الانسانية لن تمر دون محاسبة، فالعدالة هي أحدى غايات ثورة ديسمبر المجيدة التي لن تتخلى عنها.
إن مليونيات ٣٠ يونيو حققت تغييراً نوعياً في موازين القوى لصالح الحركة الجماهيرية وغاياتها في انتزاع السلطة المدنية الكاملة وهزيمة الانقلاب، وأثبتت أن الثورة حية لا تموت، وأنها تشهد ميلاداً جديداً كل يوم، وقد سدد خروج الملايين اليوم في أرياف السودان ومدنه ضربة موجعة للمتلاعبين بإثارة الانقسامات الاثنية والجهوية، فالشارع الذي خرج اليوم يحمل كل سحنات السودان وألوانه وقبائله واحداً موحداً حول قضاياه الوطنية العابرة للقبيلة والاثنية والجهة.
إننا نوجه رسالة للقوات المسلحة وكافة القوات النظامية مفادها أن هذا الشعب لا يبحث عن الحرية والمدنية فحسب، بل إنه يضع قضية الجيش الواحد المهني القومي على رأس قائمة أولوياته، وهو ما يصب في مصلحة أمن واستقرار البلاد، وما يؤكد أن مصالح غالب السودانيين والسودانيات تتطابق سواءاً كانوا مدنيين أو عسكريين، وان الانقلابيين وفلول النظام البائد يسعون للوقيعة بين الشعب وقواته النظامية لا لشيء سوى الرغبة في الهيمنة على السلطة ونهب ثروات هذه البلاد، ولا مشروعية لانقلابهم هذا.
إن قوى الحرية والتغيير تكرر رسالتها للأسرة الدولية والاقليمية، بأن استقرار السودان مرتبط بمدنية الدولة وديمقراطيتها، وإن شعب السودان يتعرض لبطش بالغ على يد السلطة الانقلابية يستدعى تكثيف الجهود الدولية لإدانة هذه الجرائم ومطالبة الانقلابيين بالاستجابة لمطالب الشعب السوداني في تسليم السلطة للشعب ليختار ما يريد دون هيمنة او استبداد.
ختاماً نؤكد أن مسيرة شعبنا لن تتوقف في محطة الثلاثين من يونيو، وان نضاله السلمي الجماهيري سيستمر حتى هزيمة هذا الانقلاب كلياً وتحقيق غايات شعبنا في الحرية والسلام والعدالة. إننا في قوى الحرية والتغيير ندعم تكثيف تتريس الطرقات في كافة ارجاء السودان لغل يد الأجهزة الأمنية في البطش، واننا في تشاور متصل مع كافة قوى الثورة لاستخدام كل وسائل النضال السلمي من اعتصام وعصيان وإضراب سياسي حتى هزيمة الانقلاب، ونؤكد أن شعبنا منتصر لا محالة وأن الاستبداد زائل ومهزوم.
المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير
٣٠ يونيو ٢٠٢٢م