السودان وبطبيعة تكوينه التاريخي ، هو شعب مسلم لذلك لم يخطر على باله يوماً، أن يتحوّل مشهد الحياة في بلادهم من كونه إسلاميّاً ، إلى علمانيٍّ، يقوم على فصل الدين عن الدولة، وهو مَشهدٌ أثار جدلاً عندما سقط نظام الرئيس السابق عمر البشير ، وقام رئيس الوزراء السابق حمدوك بتوقيع اتفاق “إعلان المبادئ” والحركة الشعبيّة شمال جوبا، وهو الاتفاق الذي نص على فصل الدين عن الدولة، والحياديّة في القضايا الدينيّة، وكفالة حُريّة المُعتقدات، وربما أكثرها ، الذي يقول إنّ الدولة لا تتبنّى “أي ديانة لتكون رسميّةً في البلاد” ، ومن هذا التوقيت عرف الشعب السوداني أنه قادم على كارثة كبيرة ، وعلم من البداية أن هذا الأمر تتدخل فيه أيادي أمريكية دنيئة تدعي الحريه والديمقراطية ، وهي تمنع ممارسة الدين بحجة أن دين الاسلام هو إرهابي ، وهذا ما قام برفضه اتحاد العلماء والأئمة السوداني رفضاً مُطلقاً ، ووصفه بتجاوز حُدود ما أنزل الله ، وتعاني الولايات المتحدة الأمريكية من اضطرابات الإسلام اي ما يسمى بالاسلاموفوبية ، وذلك عندما بدأ المصطلح في الخروج منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 ، التي جرت بواسطة أربع طائرات نقل مدني تجارية، تقودها أربع فرق تقول الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تابعة لتنظيم القاعدة ، ووُجِهت لتصطدم بأهداف محددة، من ضمنها البنتاغون ومركز التجارة العالمية ، وقد نجحت ثلاث منها في ذلك، بينما سقطت الرابعة بعد أن استطاع ركّاب الطائرة السيطرة عليها من يد الخاطفين لتغيير اتجاهها، ما أدّى إلى سقوطها وانفجارها في نطاق أراضي ولاية بنسيلفانيا ، وهذا ما جعل الغرب بشكل عام، وأمريكا بشكل خاص، لديهم حقد لا يوصف على الإسلام ، إلى هذا اليوم ، وبينما تدعي الولايات المتحدة الأمريكية بحرية الديانات نراها تعاني من حالات الخوف المرضي غير المبرر، ومن كراهية الإسلام والمسلمين وترقى لأن تكون نمطا من أنماط العنصرية، فهي تتأسس على تصورات غير سوية، أو على جهل وهواجس ساذجة، وتتغذى من القوالب النمطية والأحكام المسبقة غير الموضوعية ، حسناً اذا كانت امريكا والغرب على وجة العموم يرون بأن الدين الاسلامي هو دين ارهاب ، ويمثل تهديد كبير لهم فإن الإسلام يمثل كمية كبيرة من المجتمعات العربية والإفريقية ويوجد مسلمين في كل دولة بنسبه مقبوله ، هذا يعني بأن كل هذه الكميات تشكل هاجساً خطيراً وتهديدا لمصالحها ، اذا لماذا تدعم أطراف مسلمه في السودان ، ولماذا تزيد النشوب والاختلاف في أواسط المسلمين في السودان ، وبالرغم من وعي قوى الحرية والتغيير لخباثات المجتمع الغربي وتوجه الحاد ضد المسلمين في السودان الا أنها لازالت كالذنب العالق في مؤخرة امريكا تتبعه اينما ذهب وتنقذ أجندته كيفما أراد ،