تحالف جديد.. هل من مزيد؟


أمس شهدت قاعة الصداقة توقيع ميثاق التوافق الوطني لقوى الحرية والتغيير، وهو تحالف جديد ينطلق من منصة قوى الحرية والتغيير صاحبة العلامة السياسية التي قادت الحراك الجماهيري وأسقطت أعتى دكتاتورية أفريقية بعد ثلاثين سنة كبيسة.
الملعب السياسي السوداني يعاني من حالة ركود خطير لأنه يؤدي الى فشل الفترة الانتقالية، وللدهشة تبدو الأحزاب السياسية خلال فترة الحكم الدكتاتوري البائد أكثر نشاطاً من الآن، وكأني بها متلازمة الحكم في السودان، ينشط المعارضون وما أن يصلوا الى سدة الحكم حتى يسترخوا مثل المتسابقين في الجري، يستلقون على الأرض بمجرد الوصول إلى خط الفوز.
الساحة السياسية في السودان تحتمل مزيداً من التحالفات، والديموقراطية تعني التعددية، ولا أفهم كيف تنحصر السلطة في تحالف واحد إذاً ما معنى الشمولية إن لم يكن الانفراد بالحكم؟
قوى الحرية والتغيير نجحت وأبهرت العالم بتنظيمها وقياداتها للحراك في الشارع على مدى شهور حتى أسقطت الدكتاتورية.. ولكنها ما أن استحكمت في مقابض السلطة حتى باتت تتغافل عن مطلوبات تأسيس الدولة، رغم الإلحاح داخلياً وخارجياً.. فحتى المجتمع الدولي أصدر على لسان الاتحاد الأوروبي وغيره من المنظمات بيانات يطالب فيها استكمال مؤسسات الدولة.
كان واضحاً أن الأحزاب المنضوية تحت لواء قوى الحرية والتغيير استكانت تماماً لكونها في السلطة ولم تعد تشعر بالزمن الذي يتسرب سراعاً ويبدو أن الضمير السياسي لهذه الأحزاب بات يعوِّل على تمديد الفترة الانتقالية عوضاً عن تحقيق أهدافها المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية..
بولادة التحالف الجديد سترتفع مناسيب المنافسة، وتنشط الهمم والمستفيد الأول هو الشعب السوداني والوطن.
وفي تقديري الساحة السياسية في حاجة لمزيد من الدماء الحارة، مزيد من التحالفات أو التيارات السياسية التي تجذب القوى المستنيرة في كل القطاعات وترفع من مستوى التجويد والبضاعة السياسية المعروضة في المشهد السوداني..
كلما اشتدت المنافسة السياسية الرشيدة، قلت الحاجة للاحتجاجات والنشاطات العنيفة مثل الصدامات القبلية أو إغلاق الطرق أو الاعتصامات ..
نحن في حاجة ماسة لتحالف سياسي يتبنى خط النهضة والتنمية، بعيداً عن الملاسنات والمشاكسات و الخلافات السياسية غير المنتجة..
مطلوب تيار وطني عريض يتبنى خطة استراتيجية تنموية تطرح على الشعب ليدفع بها ويدافع عنها أمام كل سلطة أو حكومة انتقالية أو منتخبة..
أولاً حلال يفتحوا الباب.. لهذا التحالف أو التيار التنموي النهضوي المطلوب بإلحاح لوطن مترف بالموارد البشرية والطبيعية..

عثمان ميرغني