لا يكاد يحل المساء حتى تصبح العائلات غير آمنة في بيوتها، هي فقط حالة مدينة في الريف الشرقي للعاصمة دمشق تحولت بعد الحرب إلى مكان تنتشر فيه الدعارة والسرقة، وهذا شأن العاصمة التي أحالها الفقر وانتشار العصابات إلى موطن للجريمة.
التقرير الذي أصدره موقع Numbeo Crime Index المتخصص بمؤشرات الجريمة حول العالم وضع سوريا في رأس قائمة الدول العربية بارتفاع الجريمة والتاسعة عالمياً، فيما احتلت دمشق المرتبة الثانية بعد مدينة كابول الأفغانية بمعدلات عالية من الجريمة باختلاف أصنافها.
في مشروع دمر الذي يعتبر من الضواحي الراقية في العاصمة قتلت سيدة سبعينية وأحرقت جثتها ثم سرق القتلة أموالها ومجوهراتها، وذلك حسب ما أوردته قناة RT الروسية.
اغتصاب واعتداء على الطفولة
نمط آخر من الجرائم لم يكن معتاداً في المجتمع السوري بدأ يطفو على السطح مثل اغتصاب الأطفال وقتلهم وهو مدان دينياً واجتماعياً، وأبشع ما حصل في مدينة حماة في منطقة دير الصليب، حيث قام أحد المجرمين باستدراج الطفلة (هيا) التي تبلغ 13 سنة إلى بناء مهجور واعتدى عليها ثم أحرقها يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 وفق بيان صادر عن وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري.
سوق للمخدرات.. برعاية النظام
كانت سوريا قبل عشر سنوات مصنفة من دول عبور المخدرات، ولكن تحولت في السنوات الأخيرة إلى أكبر مصادر الإنتاج والتهريب، فضلاً عن السوق الداخلية، ويشرف النظام وحزب الله على إدارة مصانع الحبوب المخدرة في منطقة القصير، وكذلك عبر وضع المنافذ البرية في خدمة الشحنات المخدرة التي جرت مصادرة بعضها في مصر وإيطاليا.
عودة داعش للساحة ونشاط خلاياه النائمة
شهدت سوريا خلال الأسابيع الماضية، نشاطا ملحوظا لتنظيم “داعش” بعد أن توارى لعدة أشهر، يأتي ذلك تزامنا مع نشاط التنظيم في العراق أيضا، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول توقيت العودة وتغيير الإدارة في واشنطن.
ويرى مراقبون أن تنظيم “داعش” يخضع لإدارة دولية، تقوم بتحريكه في التوقيت الذي تريد وتستخدمه وفق تطورات الأوضاع على الأرض.
يقول الخبير السوري في شؤون التنظيمات المسلحة، الدكتور حسام شعيب: “إن إعادة إحياء تنظيم “داعش” في سوريا خلال الأسابيع الماضية، يدل على أن هناك خطة أو ذريعة من أجل بقاء القوات الأمريكية في المنطقة وتحديدا في سوريا والعراق”.
فشل النظام السوري في السيطرة على الإرهابيين
ويعاني النظام السوري بضعف امكانياته من تعدد الجبهات التي يواجهها ضد التنظيمات الإرهابية ما أفقده السيطرة على تلك المناطق والجبهات بالرغم من المساعدة العسكرية واللوجستية التي تقدمها له موسكو .
ويرى محللون أمنيون أن الضعف في قوات النظام سيزيد من حالة السيولة الأمنية بالبلاد في ظل الهجمات المتواصلة من التنظميات الإرهابية مثل داعش وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة أمريكيا.