لفت دونالد ترامب الأنظار مجددا هذا الأسبوع عبر إصراره على أنه فاز في الانتخابات بينما انخرط في سجال مع زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، بينما أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن عدم اكتراثه بأمر سلفه.
وقال بايدن خلال لقاء صحافي في ولاية ويسكنسن في وقت متأخر الثلاثاء “لقد سئمت الحديث عن دونالد ترامب، ولا أريد التحدث عنه بعد الآن”.
لكن ترامب يبذل قصارى جهده ليكون محط أنظار الجميع. ومنذ مغادرته البيت الأبيض على مضض في 20 كانون الثاني/يناير، لم يظهر علنا كثيرا. لكنه استغل وفاة الإعلامي اليميني راش ليمبو الأربعاء عبر الاتصال بشبكة فوكس نيوز لتكرار ادعائه بأنه حُرم من النصر في انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال ترامب “اعتقد راش أننا فزنا وكذلك أنا بالمناسبة. أعتقد أننا فزنا بشكل كبير”، متحدثا عن الكيفية التي تبدو عليها البلاد “غاضبة” من التزوير المفترض، الذي لم تثبته أي محكمة.
وأشعل ترامب المشهد السياسي الثلاثاء بإطلاق انتقادات تجاه السناتور الجمهوري البارز ميتش مكونيل. وكانت خطيئة مكونيل هي مهاجمته ترامب في خطاب بعد أن ساعد في تبرئة الرئيس السابق في محاكمة عزله السبت الماضي.
ولم ينضم ماكونيل إلى الجمهوريين السبعة المتمردين الذين صوتوا مع الديموقراطيين لإدانة ترامب بالتحريض على التمرد في مبنى الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير.
لكن بعدما أدى واجبه تجاه ترامب، لام ماكونيل الرئيس السابق بسبب “التقصير المشين في أداء واجبه”، مشددا على أن المحتجين الذين هاجموا الكونغرس “كانوا يحملون لافتات… وهم يصرحون بولائهم له”.
وجاء رد ترامب صاعقا. وذكر بيان صادر عن مقر إقامة ترامب في فلوريدا أن “ميتش سياسي فاشل لا يبتسم وكئيب ومتجهم”.
– ذاك “الرجل السابق” –
وعادة ما يتوارى الرؤساء السابقون عن الأنظار، لكن ترامب يبدو مختلفا، وهو ما يثير علامة استفهام عن الكيفية التي سيتعامل بايدن من خلالها مع احتمالات وجود رئيس سابق ذو نزعة انتقامية. وما لبث أن أجاب بايدن على السؤال.
وقال خلال التصريحات “لمدة أربع سنوات كل ما ورد في الأخبار هو ترامب. في السنوات الأربع المقبلة أريد التأكد من أن كل الأخبار تخص الشعب الأميركي”.
وطوال اللقاء، تمسك بايدن بالترويج لحزمة تحفيز اقتصادي ضخمة بقيمة 1,9 تريليون دولار وتطعيم السكان، وهو نفس الخط الذي اتخذه خلال دراما محاكمة الإقالة الأسبوع الماضي ومنذ دخوله المكتب البيضاوي.
وكان من اللافت أن أي إشارة إلى ترامب غلب عليها عدم الاكتراث. ووصف بايدن سلفه بـ”الرجل السابق” خلال إجابته على سؤال.
وحتى الآن، يظهر أن “قصة الرئيسين” تصب في صالح الرئيس الجديد. وتظهر استطلاعات الرأي باستمرار دعما واسعا لخطط بايدن بشأن مكافحة كوفيد-19، فضلا عن أدائه الوظيفي. بينما يحظى ترامب بمعدلات قبول وطنية سيئة، رغم احتفاظه بدعم قوي من الجمهوريين المتشددين.
ومع ذلك، ألمح الأربعاء إلى احتمال الترشح للرئاسة في المستقبل، حيث قال لقناة “نيوزماكس” اليمينية “لن أخوض في الأمر بعد، لكن لدينا دعم هائل. وأنا أنظر إلى أرقام الاستطلاعات التي وصلت إلى السقف”.
وقال “لنفترض أن شخصا ما تمت محاكمته. ليس غريبا بأن تنخفض الأعداد (المؤيدين) مثل بالون خال من الهواء. لكن الأرقام جيدة جدا، وهي عالية جدا”.
وبالتوازي، يلقي تهديد ترامب بشن حملة ضد أي جمهوري يرفض دعمه بظلاله على سعي الحزب للسيطرة على الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022.
وقال السناتور ليندسي غراهام، الموالي لترامب، لشبكة “فوكس نيوز” “عمل ميتش ماكونيل مع دونالد ترامب عملا رائعا. وهما الآن يتشاجران. أنا قلق بشأن 2022 أكثر مما كنت عليه في أي وقت مضى”. وأضاف “لا أريد أن نتسلّط على بعضنا البعض”.