أبلغت تركيا اليونان و”إسرائيل” والاتحاد الأوروبي بضرورة الحصول على إذن مسبق منها بخصوص الأنشطة التي تمس جرفها القاري. يأتي ذلك بعد الإعلان عن مشروع لربط شبكات الكهرباء يمر عبر مياه شرقي المتوسط، من قبل كل من “إسرائيل” واليونان وقبرص الرومية،
احتجاج تركي:
وذكرت مصادر دبلوماسية تركية للأناضول، الإثنين، أن “تركيا أرسلت مذكرة احتجاج لكل من (إسرائيل) واليونان وقبرص الرومية، على خلفية مرور المسار المفترض للكوابل البحرية في مشروع ربط شبكات الكهرباء بين إسرائيل واليونان وقبرص الرومية من الجرف القاري لتركيا شرقي المتوسط”.
ولفتت المصادر إلى “توقيع (إسرائيل) واليونان وقبرص الرومية، في 8 مارس/آذار الجاري، مذكرة تفاهم، لتنفيذ مشروع ربط شبكات الكهرباء للدول الثلاث، عبر كوابل بحرية، وذلك بدعم من الاتحاد الأوروبي”.
وأوضحت أنه “جرى إرسال مذكرات احتجاج إلى سفارتي (إسرائيل) واليونان وبعثة الاتحاد الأوروبي لدى أنقرة، بهذا الخصوص”.
وأشارت المصادر إلى أن “مسار الكوابل البحرية بين جزيرتي قبرص وكريت، يمر من الجرف القاري لتركيا، بحسب الخرائط الواردة في الوثائق المتعلقة بالمشروع”.
وأكدت المصادر أنه “يتعين على الأطراف المعنية الحصول على إذن من أنقرة بخصوص الأنشطة التي تمس جرفها القاري، في حال كان مد الكوابل المارة منه، يتطلب دراسة أولية وفق القانون الدولي، أو إبلاغ تركيا قبل مدة معقولة بشأن تلك الأنشطة ونطاقها في حال لم تكن تستدعي دراسة أولية”. ولفتت إلى أنه “جرى التأكيد على موقف تركيا بشأن هذه النقاط من خلال مذكرات الاحتجاج المرسلة إلى الأطراف الثلاثة المذكورة”.
تفاصيل مشروع ربط شبكات الكهرباء:
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، إن المشروع المسمى “يورو-آسيا إنتركونكتور” (Euro-Asia interconnector)، ويمتد من مدينة الخضيرة في (إسرائيل)، عن طريق البحر، إلى قبرص الرومية، ومنها أيضا عبر البحر، إلى جزيرة كريت باليونان سيوفر مصدراً احتياطياً للكهرباء خلال أوقات الطوارئ، وكان شتاينتز يتحدث من نيقوسيا التي زارها لتوقيع مذكرة تفاهم مع نظيريه اليوناني والقبرصي.
وأفادت وزارة الطاقة الإسرائيلية بأن قدرة الكابل ستكون بين ألف وألفي ميغاوات، ويُتوقع إتمامه في العام 2024.
وقالت إنه سيكون الأطول والأعمق لنقل الكهرباء تحت مياه البحر، بطول 1500 كيلومتر وعمق يصل إلى 2700 متر. وسيغطي المشروع ثلاثة أقسام من البحر الأبيض المتوسط، نحو 310 كيلومترات بين إسرائيل وقبرص، و900 كيلومتر بين قبرص وجزيرة كريت اليونانية، و310 كيلومترات تربط جزيرة كريت بالداخل اليوناني.
بدورها، قالت وزيرة الطاقة القبرصية، ناتاسا بيليدس، إن المشروع “خطوة حاسمة على طريق إنهاء عزلة الجزيرة على صعيد الطاقة، وبالتالي اعتمادنا على الوقود الثقيل”
الاتحاد الأوروبي مستعد للتمويل:
وقال شتاينتز إن الكابل “سيسمح لنا بالحصول على الكهرباء من شبكات القارة الأوروبية في أوقات الطوارئ، والأهم من ذلك أنه سيدعم أيضاً قدرتنا على أن نزيد من اعتمادنا بشكل كبير على توليد الطاقة الشمسية”.
وقالت وزارة الطاقة الإسرائيلية إن الاتحاد الأوروبي مستعد للمساهمة في تمويل المشروع.
وبدأت شركة “آي بي تي أو” المشغلة لشبكة الكهرباء اليونانية، بمد الكابل الذي يربط أرض البلاد الرئيسة بجزيرة كريت، متوقعة الانتهاء منه بحلول العام 2023.