تزامنا مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.. انفجار أودى بحياة 27 قتيلا

أفاد مسؤولون محليون أن انفجارا ضخما بسيارة ملغومة أودى بحياة 27 وأسقط عشرات المصابين في إقليم لوجار بشرق أفغانستان مساء الجمعة مشيرين إلى أن طلابا في المرحلة الثانوية كانوا بين الضحايا. هذا الانفجار تزامن مع بدأ الولايات المتحدة رسمياً السبت سحب آخر جنودها من أفغانستان في عملية سيُشكل انتهاؤها خاتمة حرب استمرّت عشرين عاماً بالنسبة لواشنطن.

يذكر أن وتيرة أعمال العنف تصاعدت في أفغانستان مؤخرا إثر إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن سابقا أن بلاده ستسحب قواتها بحلول 11 سبتمبر، عوض مايو بحسب الاتفاق الموقع مع طالبان في عهد ترامب.

وأشار المتحدث باسم حاكم الإقليم إلى أن السيارة الملغومة انفجرت في بولي علم عاصمة الإقليم قرب منزل رئيس مجلس الإقليم السابق. وأضاف أن طلابا بالمرحلة الثانوية يقيمون بالدار سقطوا في الانفجار فضلا عن أعضاء في فصائل مسلحة موالية للحكومة. ولم تتضح بعد الجهة التي تقف وراء الهجوم.

وكانت قوات الأمن الأفغانية بحالة تأهب السبت، خشية حصول هجمات ضد القوات الأميركية أثناء انسحابها.

إلى ذلك، أكد مسؤولون أميركيون في أفغانستان أن عملية الانسحاب جارية أصلاً، مشيرين إلى أن تاريخ الأول من مايو رمزيّ قبل كل شيء. وكان هذا التاريخ يمثّل الموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية الذي حدّدته الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترامب طبقاً للاتفاق الموقع مع طالبان في فبراير 2020 في الدوحة.

وكانت الإدارة الأمريكية قد كشفت سابقا أن قواتها في أفغانستان ستبقى هناك إلى ما بعد شهر مايو، على أن تنسحب “من دون شروط” بحلول 11 سبتمبر بمناسبة ذكرى اعتداءات 2001 التي استهدفت الولايات المتحدة. لكن هذه التصريحات أشعلت غضب طالبان وزادت من موجة العنف.

سحب 2500 جندي امريكي

في الأيام الأخيرة، كانت سماء كابول، وقاعدة باغرام الجوية المجاورة، ممتلئة أكثر من المعتاد بالمروحيات الأميركية تحضيراً لهذا الرحيل الكبير الذي سيستكمل بحلول 11 سبتمبر، موعد الذكرى العشرين لهجمات سبتمبر 2001.

وبدأ الحلفاء في حلف شمال الأطلسي الخميس سحب وحدات من مهمة “الدعم الحازم” الذي يُفترض أن يحصل بشكل منسّق مع الأميركيين.

وفي وقت سابق، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن تطلعه إلى سحب 2500 جندي لا يزالون في أفغانستان. وقال إن “الوقت قد حان لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة” معتبراً أن هدف التدخل الذي كان يدور حول منع أفغانستان من أن تُستخدم من جديد كقاعدة لمهاجمة بلاده، تحقق.

وفي أوج انخراط الولايات المتحدة في الحرب خلال عامي 2010-2011، كان هناك حوالي مئة ألف جندي أميركي في البلاد. وقُتل أكثر من ألفي أميركي وعشرات آلاف أفغاني في هذا النزاع.

ومنذ توقيع اتفاق الدوحة، امتنع متمردو طالبان عن مهاجمة القوات الأجنبية بشكل مباشر. إلا أنهم بدوا بلا رحمة مع القوات الحكومية التي لم يتوقفوا عن مهاجمتها في الأرياف مع بثّ الرعب في المدن الكبيرة من خلال تنفيذ هجمات موجّهة.

وأثار إعلان انسحاب الأميركيين الخوف في نفوس كثر من الأفغان الذين يخشون أن تستعيد حركة طالبان السلطة وتفرض النظام الأصولي نفسه الذي كانت تحكم من خلاله البلاد بين عامي 1996 و2001.