تصاعد قلق المصريين من كورونا وانعدام الثقة في التصريحات الحكومية

تصاعد قلق المصريين من فيروس كورونا مع توالي إعلان عدد من دول العالم قدوم مواطنيها من مصر مصابين بالفيروس عقب زيارات سياحة وعمل قاموا بها.

وأعلنت كندا وفرنسا وتايوان قدوم مواطنين لها من مصر حاملين للمرض، في حين أصرت وزارة الصحة المصرية على التأكيد أن البلاد خالية من الفيروس.

وأكدت وزارة الصحة والسكان المصرية ومنظمة الصحة العالمية تعافي أول حالة كانت حاملة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) داخل البلاد لشخص “أجنبي”، وخروجه من مستشفى العزل بعد التأكد من سلبية النتائج المعملية له، وقضائه فترة حضانة الفيروس بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.

ومما فاقم قلق المصريين ما ذكرته وكالة أنباء أسوشيتدبرس أن مصر استقبلت طائرة تقل 114 سائحا صينيا، رغم حظر الطيران الذي تفرضه بلدان العالم على الصين ودخول القادمين منها بسبب تفشي الفيروس كورونا المستجد.

وتتداول مجموعات أولياء الأمور على تطبيقات التواصل الاجتماعي توصيات بعدم ذهاب الأبناء إلى المدارس، مع تداول قصص غير مؤكدة عن قيام إدارات عدد من المدارس الخاصة بالقاهرة بفحص طلابها وعزل بعضهم.

وتقول مشاركات على مجموعات الواتساب تحديدا إن مسؤولي التعليم أخبروا بعضهم أن لديهم تعليمات أمنية مشددة بعدم الحديث في أمر انتشار الفيروس، غير أن هؤلاء المسؤولين يؤكدون للمقربين أن الأمر تحول إلى وباء.

شائعات

وفي ظل تكتم الحكومة انتشرت شائعات أن مستشفى القصر العيني بالقاهرة استقبل أول حالة مصرية مصابة بفيروس كورونا مساء الخميس، مما دفع إدارة المستشفى لإخلاء طابق كامل بالمستشفى وحضور قيادات وزارة الصحة للمستشفى، وهو ما نفته إدارة المستشفى بشدة، مؤكدة في تصريحات صحفية سير العمل بشكل طبيعي.

بدوره، نفى رئيس جامعة القاهرة محمد عثمان الخشت ما يتردد عن وجود حالة إصابة بفيروس كورونا في جامعة القاهرة فرع الشيخ زايد، مؤكدا أن ما يجري تداوله مجرد شائعات ولا أساس لها من الصحة.

وقال الصحفي المصري محمود العربي “هناك حالتان لطفلين بصعيد مصر لقيا حتفهما بعد ظهور أعراض تشبه أعراض كورونا”، وأكدت تعليقات أسفل منشوره وجود اشتباه بأقارب لهم ظهرت عليهم تلك الأعراض، ولم يتسن للجزيرة نت التأكد من صحة وفاة الطفلين بالفيروس.

وأضاف العربي في منشور على صفحته بموقع فيسبوك أن الحالتين إحداهما طفل كان عمره سنة وشهرين وآخر كان عمره ثمانية شهور، أصيبا بأعراض كورورنا، وهي إنفلونزا وارتفاع في درجات حرارة الجسم، والاثنان على بعد عشرات الكيلومترات من بعضهما، إلى جانب انتشار حالات حمى مستمرة لا تنتهي بالعلاج وتنتقل بالعدوى.

إجراءات حكومية

وعقد رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي اجتماعا لمتابعة الإجراءات الاحترازية المتخذة للتعامل مع فيروس كورونا المستجد، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين ذوي الصلة، لمواجهة هذا الفيروس في ضوء بعض الإصابات التي ظهرت في عدد من الدول المحيطة.

ومن بين الإجراءات الاحترازية الفحص الطبي في المطارات والموانئ للقادمين من كل الدول، كما اتخذ مجلس الوزراء في اجتماعه قرارا يتيح سرعة شراء وتوفير الاحتياجات اللازمة لأخذ الاحتياطات الوقائية فيما يتعلق بفيروس كورونا المستجد.

وطالب مغردون بضرورة اتخاذ الحكومة لإجراءات أكثر جدية تجاه انتشار الفيروس، مؤكدين أنه من غير المنطقي أن ينتشر الفيروس في كل دول العالم ولا يصل إلى مصر.

كما شكا مصريون من اختفاء الأقنعة الواقية (الكمامات) ومستلزمات النظافة الشخصية والمطهرات وارتفاع أسعارها إن وجدت. وسخر المصريون من تعامل الدولة مع المرض، لدرجة القول إن الأمل الوحيد هو أن يطور الفيروس نفسه ويتحدث عن انتشاره في مصر.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في دول عديدة، وأثار حالة رعب تسود العالم.

وظهر هذا الفيروس في الصين لأول مرة في 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي بمدينة ووهان (وسط)، إلا أن بكين كشفت عنه منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.