مقالات الرأي

تصريح إيجابي للسفير الامريكي لكن الشيطان يكمن في التفاصيل


تناقلت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع التصريح المنسوب للسفير الامريكي الجديد قود فري بقوله أن تشكيل حكومة جديدة بقيادة مدنية هو مفتاح التعاون مع الحكومة الامريكية هذا كلام جميل جدا بل التصريح نفسه يمثل مدخلا مفتاحيا لابواب مشهدنا السياسي الداخلي التي ظل البعض يغلقها عن عمد وعن طريق اخرين محليين ودوليين ومستدولين .
تصريح السيد السفير اذا تأكدت صحته فهو بلاشك تصريح مفتاحي يبعث الامل في نفوس الفرقاء الصادقين وعموم السودانيين ، التصريح يتسق وينسجم تماما مع الخطوة الايجابية التي تفضل بها في الرابع من يوليو الماضي القائد العام رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان حينما اودع المدنية والتحول الديمقراطي منضدة المدنيين وابقي على المنظومة العسكرية والامنية خارج اطار حوار الالية الثلاثية مع القوى المدنية بمفهومها الصحيح ، وليس مفهوم المصححين المزاجيين الجدد الذين ثبت بانهم يتبنون اصالة عن انفسهم ونيابة عن اخرين يتبنون مشاريع انكفائية انتقامية ضيقة لا تمت لرحابة الديمقراطية والحرية والسلام والعدالة المعيارية ( انتقالية ومستدامة) لا تمد لهما بصلة ، ولا حتى بالمعايير الاخلاقية لحقوق الانسان والمواطنة . سياسات ومشاريع انتهازية استغلت الثورة والثوار والتغيير وبيئة التحول الديمقراطي واخفاقات النظام السابق استغلت ذلك بطريقة مثيرة للجدل والرثاء ، مشاريع حربائية تقوم على التعنت والتطرف السياسي الداخلي ضد بيئة المكونات الوطنية ، والتصرف الانتهازي الانتفاعي ( المتمسكن ) مع البعد الخارجي . هذه هي بالضبط
العقبة الكؤود الاولى امام الجميع اليوم وامامك سعادة السفير الان خاصة فيما يختص بملف المدنية وبمفهومها تحديدا ، وربما يطلع من يقول سرا اوعلانية او في جنح الظلام او سوسة بان العقبة الكؤود الحقيقة عكس ماذهب اليه الكاتب وطبعا الوصفة السحرية للتصنيف الاستهلاكي المضلل جاهزة، العقبة سببها الكيزان والنظام البائد والمكون العسكري وانقلابه المشئوم ، كما يحلو لفئة الانقلاب المدني الحزبي بغطاء عسكري انقلابهم على الثورة والثوار والمدنية العقبات الثلاث التي ظل تستغلها قوى وعناصر الانقلاب المدني الحزبي السياسي والمؤدلج وناشطيه والمنشطين سياسيا يستغلونها للتأزيم واطالة أمد الازمة وساترا جيدا لاختطاف الثورة والجولة والدولة ؛ والاحتفاظ بها لاطول فترة انتقالية انتهازية ممكنة بعيدا عن أي استحقاق انتقالي اخلاقي توافقي وبعيدا عن أي استحقاق ديمقراطي انتخابي حر ونزيه هذه المسائل اذا لم يتم حسمها ابتداء” عبر الوسائل الديمقراطية والمدنية مثل المكاشفة والمناظرة والحوار من اجل الحقيقة والمصارحة والمصالحة ستؤدى حتما الى فشل مهمة السفير ومهامه وستطفئ بدورها الضوء الخافت في نهايات نفق الازمة الذي احيته فرصة المبادرات الوطنية واتسعت دائرته مع الساعات الاولى لقدوم السيد السفير وتصريحاته المقدرة .
نصيحتنا الغالية للسفير الامريكي بان يتبع تصريحه الايجابي بخطوات اكثر ايجابية في مقدمتها أخذه بمبدأ وفلسفة ومفهوم الدبلوماسية المتقدمة دبلوماسية خدمة المصالح العليا المشتركة للبلدين الصديقين ومن خلفهما الامم المتحدة وفقا لمستحقات ميثاقها ومعاهداتها بعيدا عن اجواء واهواء السياسة السالبة وشديدة السلبية ، التي ما ان اتبعت سهوا او عمدا او اجندة حتما ستقود المشهد الداخلي والعلاقات الثنائية بين البلدين تقودها ذات اليمين وذات الشمال قعيد .
ثانيا :- أن ينطلق السفير من حيث انتهت وتوقفت الخطوات الاجرائية والتطبيقية لقوي المبادرات والإعلانات السياسية والدستورية المعلنة الان لحل القضية السودانية ، وهذه الخطوة فقط تتطلب جلسة توفيقية واحدة مشتركة لمنظومة المبادرات المتنوعة بهدف موائمة محتواها والإعلانات والوثائق السياسية المكملة . ( مسعى اللجنة السياسية العسكرية والجبهة الثورية مثالا حيا )
يقترح ان تنسق فعاليات الجلسة والاعمال التوفيقة لموائمة المبادرات الوطنية تنسق بواسطة الية مشتركة تضم المجلس السيادي المكون العسكري الالية الثلاثية باسناد من منظومة السلك الدبلوماسي المعتمدة بالبلاد على تسند للسفير الامريكي مهمة اساسية ضمن فعاليات جهود توفيق الاوضاع بين الفرقاء .
طبيعة المهمة تسهيلية بحتة هدفها الاساسي والاخلاقي موائمة محتوى الوثائق بما يخدم الجهود الموضوعية المنطقية لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي الدستوري الذي يخرج البلاد من دائرة الخطر والمخاطر التي تعيش ، وهذا لن يتأتى الا بمخاطبة قضايا الانتقال السياسي والدستورى بكل شفافية ونزاهة .
رابعا يقترح للسفير الامريكي ضرورة التواصل مع الذين يرفضون ويمانعون التواصل مع الآخرين يمانعون باسم الثورة والتغيير والتحول الديمقراطي وغيرها من الحجج والحجة والحجيات لمعرفة ماذا يريد هؤلاء بالضبط ، وماهي الشرعية التي يستندون ويستمدون منها مواقفهم الاقصائية المتشددة المتشنجة تلك ، حيث قلنا منذ الوهلة الاولى لنجاح الثورة بأن الملكية الفكرية للثورة مسجلة باسم الشعب والشباب ، اما القوى السياسية بكافة ألوان طيفها لها حق الحقوق السياسية المجاورة ، ولكن الحاصل اليوم عكس ذلك تماما ..
اما نصيحتنا لوزارة الخارجية ولوزيرها المكلف الكفاءة الوطنية والمهنية ومنظومته د على الصادق والادارتين الاوروبية والأمريكية وغيرها من الادارات ذات الصلة بالعلاقات الامريكية والاورو امريكية ، نصيحتنا لها ان يتم تحصين العلاقات السودانية الامريكية بغية الاستفادة الوطنية القصوي منها ومن النقلة النوعية التاريخية الكبرى للعلاقات عبر السيد السفير الجديد وان لا تدع العلاقات تدار بالإمزجة والاجندة السياسية المتطرفة والمتصرفة على نحو انتهازي استغلالي الذي يسيئ استراتيجيا لمصالح البلدين الصديقين الشقيقين ( انسانيا ) ومن اهم التدابير الاحصانية التي ينبغي ان تدفع بها وزراة الخارجية اليوم قبل الغد ضرورة تنظيم ورشة عمل حول البعد الاطاري والتفاصيل الاضطرادية المشتركة بين وزارة الخارجية السودانية عبر الادارات المختصة والمتخصصة والسفارة الامريكية بالخرطوم تقدم في الورشة ، اربع اوراق عمل الاولى حول محددات وتحديات ومهددات العلاقات الثنائية خصوصا والدولية عموما ليخلص الامر الى مشتركات حتمية وميثاق شرف يمنع بدوره اساليب المتاجرة والاتجار السياسي بقضايا البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك ..
ورقة ثانية حول دراسة الجدوى والرؤى المستقبلية التي بموجبها رفعت العلاقات بين البلدين لدرجة سفير بعد انقطاع دام ربع قرن من الزمان ، وتعيين سفير من العيار الثقيل كما فعلت بالمقابل الادارة السودانية بتعيين السفير الرقم المميز مهنيا ودبلوماسيا وكفاءة وخبرة لايشق لها غبار السفير محمد عبد الله ادريس ..
يفضل ان يعد ويقدم الورقة السفير الامريكي نفسه او من ينوب عنه
ورقة ثالثة :- حول فرص التعاون الاقليمي والدولى وفقا لمستحقات المواثيق والمعاهدات الموقعة والمصادق عليها .
ورقة رابعة :- تقدم في جلسة مغلقة حول التحديات والمهددات السياسية والامنية والاستراتيجية وكيفية التعاطى معها بأقل جهد ومنافع ومصالح متعاظمة ، هذه الطريقة بنظر الرؤى المتجددة هي الطريقة المثلى لادارة العلاقات الحيوية الاستراتيجية بين الشعوب والبلدان وهي طريقة حضارية متقدمة افضل بكثير من الطرائق التقليدية التي تستند في غالبها وقالبها على صور التردد والشكوك وسوء الظن بالاخر واستقدام واستخدام الجواسيس والعملاء وغسيل السياسات القذرة ، مثل سياسات الاستقواء والهيمنة والاستغلال وفرض تمرير الاجندة المثيرة للجدل التي تأتي دوما في سياق عمليات تقاسم وظيفي منزوع القيمة الاخلاقية والدبلوماسية الرشيدة ، تقاسم قسمة ضيزى ساسها اليد السفلى وقوامها اليد القهرية العليا وبالله التوفيق …

ابشر رفاي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons