أهم الأخبار
أخر الأخبار

تغيير حمدوك

صلاح جلال

💎السودان يواجة إنتقال معقد جداً فوق ما نتصور مصحوب بطموحات وتطلعات كبيرة فى الإنتقال من حال إلى الأفضل من الشمولية إلى الحرية ومن الحرب للسلام ومن الإنهيار الإقتصادى إلى النمو ومن الفوضى إلى المؤسسية ، هذا النوع من الأزمات يطلق عليها الإداريون القول أنها تتوغل فى السوء ثم تتحسن تدريجياً It gets worth then better كل الإصلاحات المطلوبة و المطروحه عاليه بنت الزمن لن تقفز عليه مهما كانت قدرات الفاعلين السياسيين والمشتغلين عليها .

💎معظم الذين يتناولون الواقع يقيمونه على قياس إفتراضى هو الرغيف كان بكم واليوم بكم والبنزين كان بكم واليوم بكم والكهرباء والعملة وغيرها هذا قياس مضلل وخطأ إذا كان النظام السابق موجود سنكون فى أسوأ حال مما نحن عليه الآن وبلا مقارنة إفتراضية نحن الآن نظام يقوم على الحرية بكلفة إدارة محدودة ويقوم على التعاون الإقليمى والدولى الإيجابى مما فتح أبواب لمساعدات لم تكن ممكنة للنظام السابق ونحن الآن نتصرف ونحن خارج الحصار، كيف كان يكون الحال اذا كان الحصار قائم مع كل هذه الإيجابيات المذكورة والجيش الجرار من المحاسيب والفساد المتمدد والرشاوى والخزنة فى بيت الرئيس بلا رقيب لماذا يتدهور الحال إذن ؟؟؟

💎بالمناسبة الواقع معقد جداً نحتاج التحرك عليه بهدؤ ومسئولية ما يواجهه السودان من تحديات كبير بما يفوق قدرات أى شخص نفكر فيه * هى تعقيدات موضوعية لابد أن تأخذ وقتها للحلول لا كما تقول بعض القوى السياسية والجماعات المتملقة للأزمات ومحتقبة للتبضع معاناة المواطنين للتبضع بها فى سوق السياسة او كما يقول الصديق الزميل عثمان مرغنى فى تسجيله الشائع فاليذهب حمدوك الآن ستشرق الشمس هناك برنامج كان يبث فى التلفزيون المصرى فى رمضان *إسمه كلام القهاوى للمذيعة القديرة سامية الأتربى، فهو يتناول قضايا الشعب من منظور العوام من أبناءه وبناته تأتى المعالجات تجمع بين الطُرفة والغرابة والحِكمةاحياناً مثل معالجة قضية ضعف *دخل سائقى الحنطور بتقليل وسائل المواصلات الحديثة* بدل تمليك سائقى الحنطور الوسيلة الحديثة.

💎نحن نحتاج أن ننتقل بوسائل تحليل مختلفة لنضع برامج إنتقال واقعية ليست من شاكلة البنزين كان بكم وبقى بكم والرغيف كان بكم والنتيجة إنتقلنا للأسوأ حكم متعسف وقليل المعرفة لايقل عن كلام القهاوى ،أزمتنا الراهنه قائمة كتحدى بوجود د.حمدوك أو ذهابة لذلك يجب علينا الخروج من التبسيط المخل للأزمات كما قرأت لاحد المحللين الإقتصاديين أن الازمة الإقتصادية يمكن حلها بتصدير موز بثلاثة مليارات من الدولار
إذا كانت الحلول بهذه البساطة ما كان غِلبنا لكنها الحرية التى تسمح للحمقى بالتعبير .

💎الإعتقاد بأن الإنسداد الحالى بسبب ضعف إدارة د.حمدوك لمجلس الوزراء وعدم قدرتنا على تغييره فيه تبسيط كبير لما يواجهنا من تحديات نحن محاطين بضعف شامل ومسبطات متعددة المصادر دولة موجودة شكلاً ولكن غير فاعلة خدمة مدنية منهارة مؤسسات أمنية غير مهنية ،قطاع خاص محزبن ومنحاز ضد الثورة يمتلك الثروة ويسيطر على التوزيع، واقع أحزاب سياسية مفككة ومن غير قدرات منظمة ،واقع عالمى وإقليمى متغير بسبب الكرونا يمكننا تغيير الأشخاص مهما كانوا وبلغوا من عطاء ،وغير مطلوب أسطرة أى شخص مهما كانت قدراته يمكن الإستغناء عنه* فى ظل نظام ديمقراطى ،ولكن ما لم نعى الواقع ونمتلك التقديرات الصحيحة لإصلاحه سنقع فى مخاطر الإصلاحات العجولة المكلفة الثمن، والتعبئة الشعبوية وإستغلال المعاناة للتبشير بالروشته الخاطئة وترك الحقيقة خلفنا ، وبالتالى نصرف زمن ثمين ومنقذ Critical فى الإتجاه الخطأ علينا إدراك الحقائق الصعبة لنعمل عليها بتقديرات صحيحة .

💎 بناء الحضارات وتحقيق النهضة يقوم على رصد التحديات بحجمها الطبيعى وليس المتخيل و تحديد الإستجابة الموضوعية لها، لن نعبر وننتصر الى ضِفة الإنجاز بالمقاربات الكسولة ضامرة الخيال ودون منهج واقعى ، مدرك للتحديات ومستوعب لأنواع الإستجابات المطلوبة وفق القدرات والإمكانيات المتاحة، هناك إيجابيات تحققت صحيح الأكثر وضوح منها خارجية ولكن داخليا هناك تغيرات تتشكل تحتاج بعض الوقت لتثمر خاصة على جبهة السيطرة على التدهور الإقتصادى من إرتفاع نسبة التضخم التى بلغت ثلاثة أرقام والتى يجب أن تهبط لرقمين فقط بأعجل ما تيسر ،هبوط الناتج القومى الإجمالى لتوقف الإنتاج وتدهور المصادر الريعية
هذه حقائق نحتاج العمل عليها وستأخذ وقتها لتتحسن .

💎أنا مازلت متفائل أننا سننهض وسنعبر وننتصر ونتغلب على ما يواجهنا من صعاب وأننا على الطريق الصحيح رغم غباش الرؤية ، لسبب لأنى كنت أقدر بأننا أسقطنا النظام السابق بأقل من الكلفة المتوقعة ، وهذا من كرامات العناية بالسودان وأهله وكنت أتوقع من اليوم الأول أن تهتز الدولة وتقترب من درجة التلاشى ، لكن نحمد الله أن يحدث الإهتزاز على موجات أقل من قوة مركز الزالزال، انفلات أمنى مؤقت هنا وهناك وتتم السيطرة عليه ما زالت الدولة موجودة وتحت السيطرة وهذا أيضاً لعناية سودانية وكرم كبير بعد إسقاط نظام تماهى مع مؤسسات الدولة جميعها لذلك إختزال الأزمة فى وجود وغياب شخص عنوان زائف وتبسيط مخل فى تقديرى الشخصى لطبيعة المرحلة.

💎💎ختامة
العناوين الخطأ باهظة التكلفة ومن نوع التجريب العشوائي د.حمدوك لم يكن قدر الشعب السودانى الذى لا فكاك منه ، لم يكن زعيم لحزب سياسى موسوم بالقيادة، ولا قائد متقدم فى قوى المعارضة التى أستولت على زمام التغيير
فهو إبن من أبناء وبنات هذا الشعب توفرت له تجارب وقدرات ميزته ليتم إختياره لقيادة نظام إنتقالى مركب التعقيد ، يمكننا تغييره فى أى وقت ولكن الحقيقة الباقية لايمكننا تغيير الأزمات والتحديات التى تواجهنا مهما تغيرت الأسماء ، فى تقديرى أزمة الإنتقال الحالى ليس بقاء أو تغيير حمدوك ، الأزمة هى غياب الإجماع والتوافق المطلوب لإدارة مرحلة إنتقاليه بهذا المستوى من الصعوبة والتعقيد، هذا التوافق مسئولية القوى السياسية المختلفة فى البلاد ، التى إنصرف بعضها للتبشير بالإحباط والتكتيكات قصيرة الحيل ، عالجوا إعوجاج العود ليستقيم الظل وليس العكس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons