لقد رقصت متردية الشيوعي. ونطيحة حزب الأمة المريومي. وما ترك سبع نميري من الجمهوريين. وموقوذة السنهوري. على أنغام موسيقى (يصرخووووون) للمهرجين (وحدي طالح ومناع الخير وسيد المنقة الشايب المنقة وعرور الصادق… إلخ). على مسرح اللامسؤولية. والنتيجة ضياع الحكم ما بين عشية وضحاها. وفي المقابل هناك (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) _ (فمنهم من قضى نحبه) في سجون قحت ظلما وعدوانا. (ومنهم من ينتظر) السانحة لإعادة ما دمرته قحت. آثروا الصمت وشعارهم (إذا خاطبهم “جاهلو قحت” قالوا سلاما). وقد أبدعت القيادة في سماع صوت الفاروق رضي الله عنه عبر أثير الإلتزام المنهجي (يا كرتي الجبل). فكان لها ما أرادت. أخرجت جيشها بحكمة واقتدار من معركة تقاطع المصالح المحلية والإقليمية والدولية. واليوم تسيدت المشهد تماما. إننا نعيش في العهد الأول للسودان الجديد ما بعد نكسة (ثورة فولكر). وخير ما فعل العسكر بعد القرار التصحيحي أن أعادوا ألق (وطن يسع الجميع) بثورة القضاء. ها هي قيادات الكيزان عادت كهلال رمضان بعد حصار جيش عماد الحواتي لها في أحراش الحقد ووديان التشفي. وعما قريب سوف يعود الحزب عبر الثورة القضائية إن شاء الله. ونتيجة لذلك أجزم بأن قحت بواقع الحال قد رفعت راية الاستسلام منذ السادس من إبريل. عندما توعدتنا بزلزال من حلفا القديمة حتى الجبلين. ولكن (وا حسرتاه). وهذه الأيام في وضع لا تحسد عليه. فقد نادت في نملها (أدخلوا مساكنكم حتى لا يحطمنكم “غندور” بجنوده) عندما تأكدت في الحادي عشر من الشهر الجاري بأن رياح الشعب لم تأت بما يشتهي سفنها. لا يا هذا إن للغندور بوصلة قويمة يسير بها (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا. أعدوا هو أقرب للتقوى). وهو يعلم تمام أن سفاهة قحت تحسم بالوفاق والمصالحة. ومن ثم الإنتخابات. عليه لا تفوتوا الفرصة الأخيرة. وتعودوا كومبارس خلف ترباس (يا ريت.. يا ريت). عودوا لرشدكم. والحق أحق أن يتبع. ورحم الله رجلا عرف قدر نفسه.
عيساوي