أهم الأخبارالسياسية العربية

جلسة صلح عائلية ملكية تنهي حالة الاستنفار في الأردن

ثلاثة أيام شغل الأردن العالم على وقع تطورات غير مسبوقة؛ في ظل الحديث عن مؤامرة تستهدف أمن واستقرار البلاد تورط فيها الأمير حمزة ابن الحسين ولي العهد السابق الأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني.

أيام ثلاثة كانت حبلى بالتطورات المتسارعة والتي لقيت اهتماما محليا ودوليا، بعد اتهام الأمير حمزة بقيادة مساعٍ لتقويض أمن البلاد، والتواصل مع جهات خارجية دولية ومعارضة.

القصة بدأ أول فصولها بإعلان مصدر أمني أردني مساء السبت اعتقال الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله مدير الديوان الملكي السابق وآخرين لأسبابٍ أمنيّة تتعلق باستقرار وأمن الأردن.

بعدها توالت بيانات تأييد غير مسبوقة للأردن ودعمه في حفظ أمنه واستقراره من المؤسسات المحلية والدول العربية والأجنبية والهيئات والمنظات الإقليمية، وحلفاء عمان في العالم.

وفور انتشار الخبر تداولت تقارير إعلامية اعتقال الأمير حمزة، لتنفي الوكالة الرسمية الأمر نفيا قاطعا بالقول: إن الأخير لايخضع لإقامة جبرية وليس موقوفا.

عقب ذلك بساعات، خرج رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة، اللواء يوسف أحمد الحنيطي ليؤكد أن الأمير حمزة غير معتقل، لكن طُلب منه التوقف عن تحركات ونشاطات يتم توظيفها لاستهداف أمن الأردن واستقراره.

الأمير حمزة خرج في مقطع فيديو بعد إعلان الجيش ينفي أن يكون طرفا في أي مؤامرة أو منظمة تحصل على تمويل خارجي وكشف أن الجيش طلب منه البقاء في المنزل وعدم التواصل مع الآخرين، وأن مرافقيه الشخصيين تم سحبهم.

يوم الأحد، كشفت الحكومة الأردنية ملابسات “المؤامرة” وهو المسمى الرسمي التي ذكرته في بيان ألقاه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي في مؤتمر صحفي.

البيان كشف أن التحقيقات رصدت اتصالات للأمير حمزة مع جهات خارجية- لم يسمها- لزعزعة أمن البلاد.

الأجهزة الأمنية يقول الصفدي إنها “رصدت شخصا له تواصل مع أجهزة أمنية أجنبية اتصل بزوجة الأمير حمزة وعرض عليها تأمين طائرة للخروج من البلاد، وتمت السيطرة بالكامل على التحركات المذكورة، وأمن الأردن مستقر وثابت”.

وشدد الوزير الأردني على أن “هناك جهدا يتم الآن لمحاولة التعامل مع الأمير حمزة داخل إطار الأسرة الهاشمية”.

وذكر أن تلك التحقيقات أثببت أيضا “تواصلا بين أشخاص محيطين بالأمير حمزة مع ما يسمى بالمعارضة الخارجية”، وأن التحقيقات ذاتها أثبتت وجود “نشاطات وصلت مرحلة تمس بشكل مباشر أمن الأردن واستقراره”.

ومساء الاثنين نجحت جهود تسوية في إطار العائلة المالكة قادها الأمير الحسن عم الملك عبدالله الثاني في استجابة الأمير حمزة لالتزام نهج الأسرة الهاشمية.

وأعلن الديوان الملكي توقيع الأمير حمزة على رسالة تنهي الإشكال غير المسبوق في الأسرة الحاكمة بالأردن، وذلك بعد اجتماع أسري ضم الأمير الحسن والأمراء هاشم بن الحسين، وطلال بن محمد، وغازي بن محمد، وراشد بن الحسن إضافة إلى الأمير حمزة نفسه.

وبذلك انتهت إحدى أكثر الأزمات حساسية في تاريخ الأردن الحديث، وطويت صفحة خلاف كادت تهدد استقرار المملكة الهاشمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons