جون غودفري .. حاكم السودان الجديد

السودان أصبح مثل (تمرات فوق راس فكي) ولمن لا يعرف هذا المثل فهو يضرب لمن يقوم برمي البلح داخل قباب الاولياء او قبورهم كنذر او كرامة ثم يأتي جائع فيتناول تلك التمرات ويأكلها فتسد جوعته، وبالمختصر المفيد المثل كناية عن الشيء الذى ليس لديه صاحب ومتروك (طلقيبا ساكت) ولايحتاج لاجتهاد للحصول عليه.
انطبق هذا المثل تماما على مايفعله السفير الامريكى جون غودفري الآن منذ وصوله البلاد، فهذا الرجل يبدو لي والله اعلم انه اسندت اليه مهمة الحاكم العام الجديد لولاية السودان التي ستتبع اداريا لامريكا ودول الترويكا، ولا يخفى عليكم الجولات المكوكية التي قام بها السفير (اللفيف) وتعني كثرة (اللف) هذا الرجل صال وجال بالسودان ومنذ قدومه خطت قدماه اماكن ومناطق وأحياء لم يصلها الرئيس (البرهان) نفسه بل ولم يصلها من قبله الرئيس (البشير) رغم انه كان رجلا مجوالا وعاشقا لأقاليم بلاده .
ولعل هذا الرجل أتى بخطط وجداول عمل محددة ومهام كلف بها من قبل قادته تهدف لجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات من اجل تنفيذ مخطط لا نعلم كنهه ويغفل عنه الكثيرون وربما الدولة ذاتها غافلة .

السفير غودفري زار رموز المجتمع وقلنا ان ذلك يأتي في اطار التعارف وسنة حميدة تحسب لصالحه، ثم انه ما لبث ان قام بزيارة لمقابر حمد النيل ترى هل يبحث بين القبور عن كنز ضائع ؟!، ثم انه زار عددا من الولايات وتجول في شوارعها وطرقاتها منفردا واحتسى الشاي في الصباح الباكر بين ظهراني توتيل وتكروف وكسلا ارض الحضارات وربما يكون قد تناول (سلات شمبوب) ومن يدري فالرجل تجول دون رقابة في ظل غياب تام لحكومة السودان (الضيفة) .
ثم انه زار البحر الأحمر وخطت قدماه عددا من المدن وحتى البسطاء من شعبنا لم تعجبهم تلك الجولات الجنونية التي تسير بخطى حثيثة وبلا هوادة ودون معرفة الدوافع الحقيقية وراءها .
في عهد البشير لم يكن يجرؤ سفير او اي مسئول اجنبي عن التجوال بهذه الطريقة فى البلاد ودون اذن ورقابة وجيوش جرارة من جهاز المخابرات والاستخبارات العسكرية والشرطة الامنية والجهات ذات الصلة ولكن يبدو لي والله اعلم ان الوضع أصبح (هملة) والسودان اصبح (تمرات فوق راس فكي) او اشبه بلكوندة (سي السيد) داخلين وخارجين ومقيمين وقايمين وكل شيء مجهول واي زول شغال بطريقتو ويعمل الدايرو (ما حدا يسألو) .
الجولات الصاروخية التي ينفذها غودفري  لا تخرج عن سياق انتهاك سيادة الدولة واستباحة أراضيه والتحرك بلا قيود ليكون بذلك الرجل قد خرق كافة القوانين والأعراف الدبلوماسية المتعارفة بين الدول .

حتى سفراءنا لا يستطيعون التجوال براحتهم ودونما قيود في امريكا فلماذا يفعل هذا إذن ؟!
يبدو لي والله اعلم ان غياب دولة المؤسسات وعدم وجود كفاءات وعدم الجدية في ادارة البلاد وإدارتها من قبل رجل واحد فقط كانت لها مساوئ كبيرة تمحورت في مثل هذه الفعال التي تضر بالدولة .
ما يفعله غودفري يجب ان لا يسكت عنه ويجب ان يعلم ضابط المخابرات ورئيس مكتب مكافحة الإرهاب والتطرف جون غودفري ان جولاته هذه تفتح الباب على مصراعيه للتساؤل حول أغراضه الاساسية وأجندته حول ما يفعله ويجب ان يعلم ان الشعب السوداني بطبعه شعب طيب ويغلب عليه طابع الكرم واستقبال الغريب ولكنه ايضا شعب ذو بأس ولا يرضى أن يهان او تمرر عبره أجندة لا يعلمها لذلك على غودفري أن يحترس ويكون أكثر تحفظا بدلا من (الطلقيبا دي)