قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إن سد النهضة الإثيوبي به فوائد عدة للسودان ومصر وإثيوبيا لكن في ذات الحين يحمل مخاطر حقيقية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأنه.
وبدا أن الهاجس الأكبر بالنسبة للسودان بات يتركز أكثر في غياب آلية تنسيق البيانات التي تعتبر مسألة جوهرية بالنسبة للسودان في ظل وقوع سد الرصيرص أحد أهم مصادر الري والتوليد الكهربائي في السودان على بعد أقل من 100 كيلومتر فقط من موقع السد الأثيوبي الذي تبلغ سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب أي 10 اضعاف سعة سد الروصيرص السوداني.
منافع السد
من ابرز الفوائد للسودان وقف الفيضانات المدمّرة من مياه النيل الأزرق، تعدّد الدورات الزراعية (من دورةٍ واحدةٍ إلى دورتين، أو حتى ثلاث دورات في العام)، انتظام وزيادة توليد الكهرباء من سدودنا، التغذية المتواصلة للمياه الجوفية المرتبطة بالنيل الأزرق (ونهر النيل نفسه)، انتظام الملاحة على النيل الأزرق ونهر النيل طوال العام، حبس الجزء الأكبر من الطمي الوارد من الهضبة الإثيوبية وراء سد النهضة، وإمكانية شراء الكهرباء الإثيوبية والتي تقلُّ تكلفة توليدها كثيراً عن تكلفة التوليد في السودان،
بالنسبة لمصر تبرز إمكانية ربط شبكة الكهرباء الأثيوبية بشبكة الكهرباء المصرية حيث أن الكهرباء المتولدة من سد النهضة تكفى لإحتياجات الشعب الأثيوبى وتكفى لتصدير فائض الكهرباء إلى دول الجوار وخاصة مصر والسودان .
وأيضا ترشيد المياه وذلك عن طريق تقليل كمية المياه التى تتدفق إلى النهر وبالتالى تقليل كمية المياه التى تهدر وتذهب إلى البحر عن طريق مصبى النيل فى دمياط ورشيد
أضراره على البلدين
قد يتسبب السد فى تقليل كمية المياه عن الكمية التى يحتاجها شعبى مصر والسودان خاصة فى السنوات الأولى وذلك فى حالة رغبة أثيوبيا ملئ البحيرة الخلفية لسد النهضة دفعة واحدة .
التأثير على خصوبة الأرض الزراعية فى البلدين بسبب حجز السد للطمى الوارد بتآكل من هضبة الحبشة وتراكمه خلف السد. وقد يؤدى الطمى المتراكم خلف سد النهضة إلى التأثير عليه وعلى عمره الإفتراضى وربما ينهار فى عقود قليلة .
فى حالة إنهيار سد النهضة فسوف يترتب على ذلك الإنهيار خروج كميات ضخمة من المياه المخزنة والطمي من البحيرة الخلفية للسد مما سيؤدى إلى غمر المدن السودانية بالكامل بالمياه وحدوث موجات عاتية للمياه فى المجرى المائى للنيل محدثة تدميرا متتاليا للسدود المتواجدة فى اثيوبيا والسودان بالإضافة إلى دخول كميات كبيرة من المياه إلى بحيرة ناصر مما سيؤدى إلى غرق المناطق المتواجدة خلف السد وربما قد يصل الأمر إلى حدوث إنهيار للسد العالى أو إحداث شروخ به .
تعثر المفاوضات
وكانت المفاوضات قد تعثرت مرات عديدة وأعلن السودان في أغسطس عدم رغبته في الاستمرار في المفاوضات بصيغتها الحالية معتبرا أن آلية الوساطة الإفريقية لم تقدم حلولا مرضية مما دفعه للدعوة مطلع العام الجاري لتوسيع آلية التفاوض إلى مظلة رباعية لتضم بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وهو ما أيدته مصر ورفضته إثيوبيا التي تطالب ببقاء الملف تحت المظلة الأفريقية مع عدم الممانعة من المشاركة الدولية بصفة مراقب.