حمدوك في كلمته للذكري الثانية للسادس من ابريل هذا الجيل جيل التأسيس

تحصل موقع المراسل على  كلمـة دولـة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك في الذكرى الثانية للسـادس من ابريل وفيما ننشر الكلمة التي أصدرها الدكتور عبد الله حمدوك بخصوص ذكرى 6 ابريل

في السادس من أبريل كان الشعب السوداني على موعدٍ مع القدر مرتين، الأولي قبل أكثر من ثلاثة عقود عندما أعلن شعبنا موعد رحيل حكم مستبد للمرة الثانية في تاريخه، وخاض غمار فترة انتقالية قصيرة نقلت البلاد للديمقراطية، لكنها لم تؤدي للقطيعة مع الحرب والاستبداد وانعدام التنمية.

إن المشروع الوطني التنموي لبناء الدولة ذات الهوية الجامعة قد تأخر لبضعة عقود، خاض شعبنا مأساتها في الأنظمة الشمولية الأحادية التي لم تعترف بالتعدد والثراء الذي أنعم الله به علينا،

بل جرتنا إلى الحروب وأورثتنا المجاعات والنزوح، ثم دمرت البنية التحتية التي تركها الاستعمار وأوشكت أن تمزق البلاد وتورثها التجزئة والتقسيم.

الموعد الثاني لشعبنا مع السادس من أبريل كان قبل عامين مع ثورتنا المجيدة المستمرة المنتصرة بإذن الله، فقد وحدت شعبنا الذي قام كله اليها في الشمال والجنوب والشرق والغرب

 ليهزم مخطط الشر الممتد لأكثر من ثلاثين عامًا وليقهر المستحيل وليؤسس من جديد هويته الموحدة المميزة بواسطة جيل يثبت مرة بعد مرة إصراره على مواجهة تحديات الانتقال كلها ليستحق بجدارة لقب “جيل التأسيس.”

واكد حمدوك خلال العامين من الثورة عبر شعبنا من اليأس إلى الأمل، ومن الحرب إلى السلام، ومن القطيعة مع العالم إلى التفاعل معه. نعم لقد مهر ثورتنا دماء آلاف الشهداء على طول البلاد وعرضها خلال ثلاثين عاماً حسوماً،

 لكن معركة البناء والعمل والأمل أشد ضراوةً وأكثر صعوبةً من هبة الثورة وتضحياتها، ولكن رغم ثقل التركة التي انتجت حالة الدولة الفاشلة، فقد استطاع ابناء السودان أن يجمعوا شتاته خلال عام واحد في اتفاق عريض عميق مفصلٍ للسلام سنسعى لاستكماله بأن يشمل جميع السودانيين.

ورغم محاولات أعداء الثورة لجر البلاد من بعض أطرافها إلى الحروب والفتن الأهلية، فإن وعي شعبنا سيظل أكبر من المؤامرة، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأتها يقظة الثوار، كلما وضعوا العراقيل وأحكموا المُكر كان وعي الشعب أكبر وأقوى.

قائمة

واضاف حمدوك في العام الماضي خرج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعمل محكم دؤوب من فريق الحكومة الانتقالية، منهياً مرحلة مظلمةً طويلةً من الحصار الاقتصادي علي البلاد،

 وبادرة لعهد جديد يتكامل فيه اقتصاد السودان مع اقتصاد العالم، فاتحاً الطريق لرفع عبء الدين الخارجي عن بلادنا وإعفاء متأخراتنا للمؤسسات المالية الدولية، والوصول للموارد التي نحتاجها لإطلاق ممكنات اقتصادنا الوطني وتفعيل مواردنا الذاتية الضخمة.

إقليمياً كذلك، قال حمدوك فقد ورثت الثورة علاقات مضطربة مع الجيران في الجنوب وفي شمال الوادي وفي الشرق والغرب، لكن السودان انخرط فوراً في أعقد الملفات الاقليمية من ملف سد النهضة إلى سلام جمهورية جنوب السودان،

ومن العلاقة مع الغرب الافريقي إلى رئاسة مجموعة الايقاد، فقد أصبح السودان محضر خير وصاحب سعي مقبول، وتلك أهم أدوات القوة الناعمة لبلادنا.

تلك هي أمهات القضايا التي أقبلت عليها الحكومة الانتقالية بمكوناتها المختلفة وحققت فيها نجاحاً تلو نجاح، قد لا نلمس تأثيرها في العاجل القريب ولا نجني ثمراتها فوراً،

 سيما إن تحديات المعاش اليومي تثقل كاهل المواطن وتوقعه في اليأس والحيرة، ولكننا نؤكد أن الأصعب قد انقضى وأننا نسير في المسار الصحيح، وستظل ثورة ديسمبر ثورة عظيمة ماضية في طريق تحقيق وعودها وبلوغ غاياتها، وعلى رأسها تحقيق وعود التحول الديمقراطي الكامل والسلام والتنمية والرخاء لشعبنا