نشبت الخلافات السياسية وسط قوى إعلان الحرية والتغيير فقضت علي الأخضر واليابس من العلاقات البينية بين مكوناتها وتطايرت السنة اللهب والدخان في عنان السماء، ترمي بشرارها كل من استظل بظلها،فاصاب فيروس الخلاف تجمع المهنيين السودانيين في مقتل طفح إلي السطح مع نتائج أنتخابات الأمانة العامة الخاصة به.
يرى المراقبون السياسيون للوضع الراهن السوداني أن تجمع المهنيين السودانيين يسيرالآن علي خطى ” قحت ” التي أصابتها جرثومة المشاكشات بين مكوناتها وخاصة ضبابية حزب الأمة القومي و نشاطه داخل “قحت” ولوح بالطلاق البائن والخروج من مظلة قوى إعلان الحرية والتغيير التي نقضت غزلها.. إذا لم يكون له النصيب الأكبر من الوظائف.
ويقول المحلل السياسي دكتور محمد جلال هاشم ان حدوث انقسام داخل تجمع المهنيين السودانيين بين مكوناته ليس وليد لحظة وأنما يرجع إلي أول خيانة ارتكبها تجمع المهنيين يوم ان وافق علي قبول تحالف الأحزاب ان يقود الحراك السياسي بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة باسم قوى إعلان الحرية والتغيير “قحت” فمن ذلك اليوم فقد تجمع المهنيين البوصلة، وكانت نتيجة تلك الخيانة هي فض الإعتصام الذي يقال ان قحت وقعت عليه، وتفرقوا ايدي سبأ، وتشابه لهم البقر، فختم اللًهُ علي قلُوبهم وعلي سمعهم وعلي أبصارهم غشاوةُ فهم لا يُبصرُون.
وفي ذات الأتجاه يرى الخبير في الدراسات الأستراتيجية دكتور محمد علي تورشين من جنيف ان نتائج انتخابات الأمانة العامة لتجمع المهنيين أظهرت الفساد الأداري وكشفت أستيلاء الشيوعيون علي السلطة بواجيهات متعددة في الأمانة من خلال خطة تمت اعدادها في وقت سابق وبطريقة مبرمجة، لتحجيم الصراعات السياسية داخل قحت وتصل زروتها لأنهم متشبسين بالسلطة فوق شباب المقاومة التي بدأت تفهم حجم مؤامرة الأحزاب ضدها.
ويتفق الخبيران محمد جلال هاشم ومحمد تورشين علي أن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت بين مكونات قحت وتجمع المهنيين وخاصة ، حزب الأمة القومي وتوابعه من جهة والحزب الشيوعي وأترابه من جهة أخري في سباق السيطرة علي مقاعد السلطة دون غيرهم ولا مكان لي للشباب.. الأمر الذي يؤدي إلي كشف اوراق اللعبة السياسية، والضرب تحت الحزام ، وقتئذ يدرك المهنيين انه يجلس علي قرية وهى خاوية علي عُرُوشها.. ويعلم تربص قحت به والشباب يدرك انهم أدوات تحركها الأحزاب على مزاجها.