مع توالي مساعي سفراء الرباعية (الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية والإمارات) من أجل الدفع نحو حل للأزمة السودانية، أعلن الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة، أنه اتفق خلال لقاء عقد أمس قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، على تسليم تشكيل الحكومة ومجلس السيادة إلى المكون المدني.
كما أكد قائد قوات الدعم السريع، في بيان اليوم الجمعة، التزامه الصارم بتعهداته السابقة بخروج المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي، والانصراف تماماَ لمهامها المنصوص عليها في الدستور والقانون.
إلى ذلك، كشف أن الاجتماع الذي عقده مع البرهان، شدد على ترك أمر الحكم للمدنيين، والالتزام بشكلٍ قاطع بأن يتولى المدنيون اختيار رئيسي مجلس سيادة ووزراء مدنييْن.
وختم معربا عن تطلعه لتوافق قوى الثورة على تشكيل حكومة مدنية بالكامل لاستكمال مهام الفترة الانتقالية، بما يؤسس لتحول ديمقراطي حقيقي في البلاد.
بالتزامن كشفت مصادر مطلعة للعربية/الحدث، أن سفراء الرباعية سيجرون غدا السبت، مشاورات مع قوى الحرية والتغيير والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا في الخرطوم
كما ذكرت أن المناقشات ستتركز حول عودة الحكم المدني بقيادة الحرية والتغيير كحاضنة سياسية تختار رئيس الحكومة ليشكل حكومة من الكفاءات غير الحزبية.
يذكر أنه منذ أشهر أعلنت القوات العسكرية في البلاد أنها لا تود الانخراط في السياسة أو تسلم أي مناصب بعد إجراء انتخابات عامة شرعية في البلاد.
ففي مطلع يوليو الماضي (2022)، أعلن البرهان، نأي المكون العسكري عن الحوار لتشكيل حكومة جديدة في البلاد، واستعداده لإفساح المجال أمام حكومة مدنية.
إلا أن “قوى الحرية والتغيير”، الكتلة المدنية الرئيسية في البلاد اعتبرت تلك التصريحات أو المبادرة مجرد “تكتيك” للبقاء في السلطة.
ولا تزال البلاد، التي تعد واحدة من أفقر دول العالم، غارقة منذ 25 أكتوبر من العام الماضي (2021) حين فرضت القوات المسلحة إجراءات استثنائية وحلت الحكومة السابقة، في ركود سياسي واقتصادي، على الرغم من كافة مساعي الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من أجل إطلاق جلسات حوار تفضي إلى حل..