تدخل الحرب في سوريا عامها الحادي عشر، حيث استغلت الجماعات الإرهابية التوتر الحاصل في البلاد والمطالب بتحسين ظروف الحياة ومحاربة الفساد، بالإنتشار في معظم المدن السورية، بل واستطاعت أن تسيطر على عدة مناطق بعد فشل القوات النظامية السورية في مواجهة كل هذه الجماعات في وقت واحد .
تم تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على الجماعات الإرهابية، ولكن حدث العكس تماما، وتمددت سيطرة الجماعات الإرهابية بمساحات أكبر، وزادت قوتها وعتادها في ذلك الوقت .
واستمرت قوات التحالف بمحاولاتها الفاشلة للقضاء على الإرهاب حتى عام 2015، حيث جاء التدخل الروسي بطلب رسمي من القيادة السورية، وأرسلت روسيا قوات عسكرية خاصة “قوات فاغنر”، وقامت بإحداث تغيير نوعي في المواجهة مع الإرهاب، وقامت بالتنسيق مع الجيش النظامي السوري لتنفيذ عمليات خاصة ونوعية لتحرير المدن السورية .
قامت القوات الروسية بالشراكة مع الجيش السوري بتحرير ما يقارب 70% من الأراضي التي يحتلها تنظيم الدولة “داعش” وغيرها من التنظيمات المتواجدة على الأراضي السورية منذ 2011، وساعدت أيضا في تأمين هذه الأراضي بعد خروج الإرهابيين منها، عن طريق إزالة الألغام والعبوات الناسفة، وبجانب ذلك تمكنت قوات فاغنر من إستعادة أبار النفط في الشمال السوري، وبذلك استطاعت الحكومة السورية حل أزمة الوقود التي كانت تعاني منها البلاد طوال هذه الفترة .
وساهمت الخبرة التي يتمتع بها عساكر القوات الروسية بحماية مدينة دير الزور من الهجمات الإرهابية، ومساعدة سكانها على جميع الأصعدة الإنسانية والطبية، وقامت بتأمين كل احتياجات المواطنين في فترة الحرب التي شهدتها المدينة، واستغلت القوات الخبرات والقدرات التي تملكها في حرب العصابات في النجاح بتأمين وحماية المدينة ومواطنيها .
قامت قوات فاغنر بعد ذلك بالإنسحاب من المدينة بشكل مفاجئ، وتحملت القوات النظامية مسؤولية حماية المدينة، ولكن سرعان ما عاد التوتر وتكررت الهجمات الإرهابية على المدينة، وأصبح المواطنين متخوفين من فكرة سيطرة تنظيم داعش على المدينة، حيث قام التنظيم بمهاجمة عناصر من الكتيبة 103 التابعة للحرس الجمهوري مما أسفر على وقوع شهداء وجرحى، وقمات أيضا القوات الإرهابية بمهاجمة حافلة ركاب تقل مدنيين، وسقط خلالها 37 من الشهداء المدنيين .
ثقة المواطنين السوريين بقوات فاغنر عالية جدا، بسبب الإنطباعات الجيدة التي تركتها في حربها ضد الإرهاب، ومساعدة المواطنين بالعودة الى بيوتهم والشعور بشئ من الأمن بعد شهور وسنوات من الخوف .
يمتلك العساكر والمقاتلون ضمن قوات فاغنر الخاصة خبرات عديدة في مجال الحروب المختلفة، فهم مدربون على كافة أشكال القتال، ومنها حرب العصابات التي تستخدمها الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وتملتك القوات كل التجهيزات المطلوبة من عتاد وسلاح متطور يمكنهم من أن يكونوا مستعدين لأي هجوم محتمل، ولا يقتصر دورهم على القتال فقط، فهم يقومون بتدريب القوات النظامية على محاربة الإرهاب . يذكر أن قوات فاغنر ليست فاعلة في سوريا فقط، فهي تقوم بتدريب الجيوش في عدة دول في القارة الأفريقية