السياسة تجارة ذكية. والذي يكسب هو من يوظف المعطيات وفق التقديرات السليمة. وهذه الأيام بعد دعوة حاكم عام السودان (فولكر). ومساندة الإتحاد الإفريقي لتلك الدعوة. استجابة قحت لدافع الدولار بدون قيد أو شرط. وكما توقعنا وكتبنا عن ذلك. لعلمنا التام بأن العميل مهما تشدق (باللاءات) فهو كالبرميل الفارغ أكثر جلبة. وكالطفل المنغولي أسرع استجابة. والعقبة في طريق فولكر رفض قوى سياسية كثيرة لدعوته كذبا ومراوغة. ولكن في نهاية المطاف الكل جالس أمامه منحي الرأس متلقيا لتعليماته. لأننا ببساطة لدينا عقدة الخواجة. وغير مستعدين لقبول بعضنا البعض. وللأسف هناك مبادرات وطنية عديدة كان مصيرها الرفض. ومبادرة فولكر وجدت قبولا منقطع النظير. بل هناك من أعتبرها فتحا ربانيا. وكأنها صلح الحديبية الذي كان بردا وسلاما على الإسلام والمسلمين. وبهذا يمكننا القول: (بأننا مقبلون على واقع جديد). وهناك أسئلة مشروعة تبحث عن إجابة. لقد استخدمت قحت الشباب كرافعة من أجل كرسي الوزارة. فمنهم من قضى نحبه. ومنهم من ينتظر (مصاب ومفقود ومخروش وعاطل… إلخ). ما مصير هؤلاء بعد تبدل المواقف السياسية؟. وليت الشباب يعوا الدرس بأنهم من هنا وصاعدا أصبحوا عبئا ثقيلا (يجب تركه عند شاطئ الزكريات) عند قحت وهي مقبلة على السباحة في بحر المبادرة بوجه آخر. ماذا جنى هؤلاء الشباب طيلة الثلاث سنوات الماضية غير تعطيل دراستهم وظلامية مستقبلهم؟. أيها الشباب أعلموا أن (مردة) اليسار قبضوا الثمن بوعد فولكري جديد للعودة لكرسي الوزارة عبر مبادرته. وأنتم الآن أمام الواقع الأليم بعد أن كنتم بالأمس القريب لؤلؤة بحر. ولكن اليوم خردة سوق (وفق مصالحهم). وخير شاهد على قولنا هو إنكار الشيوعيين لملوك الأشتباك وغاضبون منذ الأمس. وعما قريب طرد عيال أم صلعة (لجان المقاومة) وبقية الحمقى (الواجهات العديدة). وبذا انتهى الدور. والسلوى عند المغني: (أندب حظي أم آمالي). والنتيجة عند وردي: (وقبضت الريح).
عيساوي