🔺مدخل اول :
- عنترة بن شداد يرثي الدهر وغدر الاخلاء:
أُعاتِبُ دَهراً لا يَلينُ لِعاتِبِ
وَأَطلُبُ أَمناً مِن صُروفِ النَوائِبِ
وَتوعِدُني الأَيّامُ وَعداً تَغُرُّني
وَأَعلَمُ حَقّاً أَنَّهُ وَعدُ كاذِبِ
خَدَمتُ أُناساً وَاِتَّخَذتُ أَقارِباً
لِعَوني وَلَكِن أَصبَحوا كَالعَقارِبِ
يُنادونَني في السِلمِ يا اِبنَ زَبيبَةٍ
وَعِندَ صِدامِ الخَيلِ يا اِبنَ الأَطايِبِ
وَلَولا الهَوى ما ذَلَّ مِثلي لِمِثلِهِم
وَلا خَضَعَت أُسدُ الفَلا لِلثَعالِبِ
سَيَذكُرُني قَومي إِذا الخَيلُ أَصبَحَت
تَجولُ بِها الفُرسانُ بَينَ المَضارِبِ
فَإِن هُم نَسوني فَالصَوارِمُ وَالقَنا
تُذَكِّرُهُم فِعلي وَوَقعَ مَضارِبي
فَيا لَيتَ أَنَّ الدَهرَ يُدني أَحِبَّتي
إِلَيَّ كَما يُدني إِلَيَّ مَصائِبي ..
🔺مدخل ثاني: - عن عودة نميري (ابعاج) رحمه الله للبلاد مايو ١٩٩٩م بعد غيبة ل١٤عاما قضاها في المنفي ؛ روي لي احد اعضاء ثورة الإنقاذ وصُنّاع التغيير ان زميله كان بزيارة رسميّة بالقاهرة وكعادة العسكريين تحيّة المشير نميري وتفقد حاله ؛ حكي له بقلق وحُزن (محلظ) علي جُلباب المشير والذي عُرِف بالأناقة والذوق وهو لا يستقبل زائريه الا بالزي السوداني الكامل حتي في منفاه . نقل ذلك لزميله مع مقترح برفع درجة الاهتمام بالمشير ونقل الامر للاخ الرئيس (المشير البشير) .. صمت محدّثي لدقائق ثم فاجأني كأنما ينتهرني: اتدري ماردة فعل الرئيس بعد اكمال حديثي معه ؟؟ واكمل يواجدة وحُزن يقترب من البكاء قال الرئيس البشير علينا واجب عودة المشير النميري الي وطنه معززًا مكرمًا وهاتفه في الحال .. واصدر ألرئيس قرار عفو رئاسي عنه اسقط كل التهم الموجه له غير الجنائية وذات الحق الخاص وتم استقباله استقبالًا رئاسيًا وشعبيا من انصاره وانزل بمنزل حكومي الي حين اكمال تاهيل منزله بودنوباوي وعاش عزيزا في وطنه بين قومه كرئيس حكم البلاد ١٦ عاما شاركه خلالها كل الطيف السياسي السوداني من اقصي اليمين الي اقصي اليسار .. خدم وطنه رئيسا وقدم له ما استطاع تنمية واعمار وخدمات ومثلّه في المحافل وفدي شعبه كضابط بقواته المسلحة وحمي ترابه وارضه وشعبه ..وخلال حياته ما غاب عن مناسبة قومية او عسكرية وما حضر الا قدمه الرئيس وناداه (ياريس) .. ومات مشمولًا بدعاء اهله وشعبه واحبابه والصالحين والعارفين لفضله ..
- 🔺نص:
- المشير عبدالفتاح السيسي (الرئيس المصري) عسكري منضبط عرِف قيمة الوفاء وتشرّب العسكريّة بمذاق الزمالة والاقدميّة واحترام الرُتَب بمؤسسة ضاربة الجذور في التقاليد والأعراف (هي الموسسة العسكريّة المصرية).. كانت اول قراراته بعد تسلمه السلطة هي شطب كل القضايا الموجهة للرئيس المصري السابق (حسني مبارك رحمه الله) ونقله الي منزله الخاص وانزاله مقامه كرئيس للبلاد وكقائد اعلي للجيش لحوالي ثلاثين عاماً وبطلًا من أبطال العبور .. اوقف عبث الغوغائين والمهرجين والمتحرشين عنه واسرته وزوجه (التي كانت معركتهم معها مكتبة الاسكندرية) .. وعند موته شيعه كرئيس رمز للامة المصريّة التي لا تنسي معروفًا لصانع ولا خيرًا لصالح وان اختلفت معه .. لم يكتفي بذلك بل اعلن حدادًا رسميًا بالبلاد لموته ثلاثة ايام .. اي عظمة وكبرياء وسمو تلك التي تحلي بها (الرئيس السيسي) ورسم معالمها لامة كادت تتوه بين احلام ناشطين واوهام سابلة لا تعرف للقيم معناً وللمعروف سبيل ؛ وارتدت اليوم ذات المُهرجة تغني باسمه وتمحو اثار سكرة مخمور نسيه الرفاق ..
- (الرئيس البشير)
- سيكتب عنه علماء السياسة والاجتماع والتاريخ الاقليمي والدولي بانه كان رقما صعبًا وإن جحده ابناء وطنه وخانه رفاق الأمس (ممن عدّهم لكريهةٍ وسداد ثقرٍ) فالرجل اشغل تغييرا إقليميًا بإمكانات محدودة وقدرات متواضعه وهُنا تكمُن (عبقريّته) ومصدر العداء له وحُكمه طوال تاريخه البطولي المُشرّف الذي اشبه للمعجزة من الواقع .. فساعد دول الجوار في التخلص من انظمة الاستبداد عبر الانحياز لخياراتها فمن الفاشر سار (دبي) الي تشاد رئيسًا ومن القضارف دخل (زناوي) الي ادريس فاتحا ومن كسلا صنع (لافورقي) وطنًا كان يحلم به في مرائيه البعيده أضغاث أحلام ..وكان البشير في ذلك يراجع تاربخ وارشيف اسلافه السابقين النُبلاء بدعم حركات التحرر الوطني من جنوب افريقيا وجواز الزعيم مانديلا السوداني وحتي فلسطين وعرفات الشهيد الامة وهو ينافح عن قضية الاقصي وشعبها المحتل المغتصب ..
- (الرئيس البشير)
- وحده من داس بنعل (المغيرة بن شُعبة) الاغبر المُكتنز بالكبرياء والشموخ علي طنافس ووسائد وسجاد المستعمر الصَلِف الغشوم كسر كرامتهم الهباء وشتت هيبتهم بين العالمين حين قرروا حصره داخل الميلون ميل مربع .. بل جيّش كل افريقيا لنزال الغرب اللئيم والمستعمر المتذاكي ويالمكر الله ان انتصر عليهم بخيلهم ورجلهم واموالهم الحرام فقرر القادة الافارقة بالإجماع عدم التعامل مع محكمة الجنايات الدولية ومقاطعتها وهُزمت امريكا وأوروبا شر هزيمة من رجل لا تحسب له حساب ولم تعلم مصدر دفعه وقوته ولا قوة عزمه وبلاه .. انه الايمان والتوكل والثقة بالله ..
- (الرئيس البشير)
- سعادة الفريق البرهان ..
- البشير لم يتوضأ ثم يستقبل القبلة ويرفع يديه متضرعاً(اللهم وفقني لخدمة شعبي ووطني) فتُخرِج الارض ينابيع (بترولا) وتشّقّق (ذهبًا) وتهبط من السماء اعمدة تجوب البلاد (كهرباء) وتنمية واعمار .. كلاّ .. هو لم يكتفي بالدعاء بل شمّر عن ساعد الجد وترّجل غير هيّاب وصنع المستحيل مؤسسة عسكريّة متكاملة صناعة وتدريب وبِني تحتيّة وتاهيل مركبة ومعدّة وفرد تتفاخر انت وانا وبني وطني بها والاجيال (المغيبة عن الوعي )من بعد .. وما جاء زائر يحمل الياقة العسكريّة الا هرولتم به الي حيث شاد (البشير ) المجد واقتحم المعالي حيث (التصنيع الحربي) ويا حسرتاه الان تتجول بها حاسرات الراس متخذاة اخدان لكل صاحب مقام بدار الطُهر حتي تكاد تتحول الي شركة دعاية في غمرة (الخوف والرهبة من العملاء الصغار الشفاته المتسكعين في ازقة الخرطوم وسط الظلام)..
- (الرئيس البشير)
- وحده من انصف اهل الجنوب حربا حتي كلّت يداهم عن قعقة السلاح ؛ وسلمًا حتي رقّت قلوبهم واطمأنت لعهدٍ غير حانث .. فاسكت حربا هي الاطول بالقارة اهلكت الارواح وانهكت البلاد فكان شجاعا في الحرب والسلم والقرار والارادة وهو ما يحفظه له شعب الجنوب والشمال ويخلده له التاريخ .(والمتباكين علي انفصال الجنوب من الكُسالي واليسار البائس ينصبون انفسهم اوصياء علي شعب حُر الاراده قال كلمته وحسم قراره وهو جار شقيق وشعب مجيد)
- (الرئيس البشير)
- لم يكتفي ببناء وطن ونهضة امة في الاعمار والمباني ومشروعات البني التحتية في كل مرافق الدولة الخدمية والصناعية والزراعية وهو المامول وله مدخور ولكنه استهدف نهضة الانسان ففجر ثورة التعليم والوعي والمعرفة اعظم واضخم ثورة شهدها السودان الحديث في المدارس والجامعات ثم الحقها بثورة لا تقل عنها في الإتصالات والربط الشبكي والبث والقنوات ليغدو السودان مثالًا ورقمًا بين دول الاقليم والعالم في كسب المعرفة والعلم ينافس كل سوداني حامل شهادة بقدراته وكسبه الاخرين ويحتل موقعه اينما حل وهم الان يشرّفون وطنهم (والجاحدون تخرجوا من جامعات شادها البشير ولا تثريب ولا امتنان)..
- (الفريق اول البرهان)
- (القائد الاعلي لقوات الشعب المسلحة)..
- شهادة في حقك رواها لي من يتقدمك دفعتين بالكلية الحربية (مصنع الرجال عرين الابطال) وهو اسير بظلمٍ بسجنك العتيد وهي عندي غير مجروحه فهو لا يرجو نوال ولا تنطوي نفسه علي حقد (ومن بمقامه غيلة) قال لي في حديث طوييييل ما كنت اجهله وكثير ممن يخوضون في شأنك (العام) (ان البرهان ميزته الوحيده انه شجاع شجاع شجاع لدرجة التهور المميت) (ما قاد متحرك الا تقدمه لاميال وما تراخي عند فزع ولا وجف حين مقتلة وما استخدم الساتر قط مُذ عرفته) وشاهدي (الذي احتفظ باسمه) عندي بشجاعة حمزة يوم الفرقان وبدر وأحُد ..
- (الفريق اول البرهان)
- (الرئيس البشير) ليس رمزًا للإسلاميين وحسب ولا وقفا علي حزبه الذي كإن يرأسه (المؤتمر الوطني) اكبر كتلة اجتماعية بالبلاد ولا حاكمًا لنظام الانقاذ الوطني ذا ال٣٠ عامًا بخيرها وشرها جالسه وشاركه في الحكم كل الذين يحدّون خناجرهم اليوم من لدُن الخطيب وسنهوري الذي ارسل طائرات لحماية روحه والرفاق وحتي الامام رحمه الله ومولاي الميرغني وبقية القوم وصغارهم تربوا تحت كنفه حامدين شاكرين حتي نبتت شواربهم وظنوا انها مواضع الرجولة .. فالبشير هو رئيسا لبلاد السودان ورمزًا وطنيًا مقامه في التاريخ والحاضر بجوار المهدي وخليفته ودتورشين الذي افترش الارض واستقبل الموت ببسالة سطرتها الايام ؛ يزاحم الامير دقنة والنجومي في الماثر والمكرمات ويفق بشموخ ليشكّل حِزية يمين الازهري والقادة الوطنيين الامجاد ..
- وانت بما ذكر لي من شهادة في حقك اعلاه لِما اللجج والتردد في اكرام الرئيس وانزاله منزلته ومقامه المعلوم (امِقدامٌ في الحربِ والنزال خوارٌ في القصر والقرار) مالذي ترتجف منه يداك وترتعد منه جنباتك .. اتخشي علي نفسك وانت (الشجاع) ام علي كرسيّك وانت اليوم مُطاع وتعلم يقينًا ان هولاء الغوش الرعاع جلغة ماء بشارع ال٦٠ ومحطة شروني انفضت عنهم الجماهير لنزقهم وفسادهم وسرقتهم اطلقت سراحهم بغير حساب وانت عن ذلك مسؤول ؛ اما تخشي من غضبة (هرّة الغرب الممطورة) فولكر الذي بان خطله وسفهه (الحاكم الجديد) ام دول الجوار التي تُكرم رموزها بل دعت صراحة لاكرام الرئيس واحتضانه ولكن كبريائه وعزته ابت ذلك وما تلك الا شيم الابطال العظماء والقادة الكبار ..
- اكرم الرئيس البشير وانهي عبث وغواية قضية ما لها سوق ولا سند قانوني تقف عليه وانما احقاد من اكلت اكبادهم الخيبات والحسرات كبيرهم (الجزولي) شاعر بدرجة جزار في عهد مايو الشيوعية (ان نقتل ان نشنق ان نطلق في الراس رصاصة صارت اهون من القاء تحية) وثانيهم (الخبر) حول العدالة لماخور تباع فيه الذمم وتُسبي الحرائر ويُستعبد الشرفاء ويُستَحلّ المال والاعراض وثالثهم ذهب الي ربه رحمات الله تغشاه في عُلاه بما كسبت يداه ..
- فإما ان تتخذ القرار الصواب والحكيم والشجاع وتكُن من الخالدين وإما ان تنكص وتلبث في هواك وتكُن من النادمين وما انا الا لك من الناصحين ..
- عمار باشري