فيصل أحمد عباس
رفقاً بالسودان.. رفقاً بهذا الوطن.. الذي تحمل الكثير في الحراجات والفوضى والأطماع التي كادت تتطيح به وما فصل الجنوب.. جنوب السودان العزيز ببعيد وأمر غير سعيد الكل يريد لهذا البلد أن يتشظى ويتنأثر كالمرأة التي تهشمت وتنأثرت قطعاً وشظايا على الأرض. هذا ما سعت إليه بعض الدول وبفلسفتها السياسية الطامعة في تغير الشرق الأوسط بما يوافق هؤاها واستراتيجياتها المستقبلية وأطماعها غير المشروعة.. وخلق هالة جديدة من الاستعمار النوعي الحديث هو استراتيجية الاستعمار من بعد وذلك عن طريق الإعلام المضاد وخلق الفتن بين بني الوطن الواحد ونشر جماعات الطابور الخامس والخونة من الداخل الذين باعوا بلادهم بثمناً قليلا. فالوطن لايباع ولا يساوم حوله ولا يخونه إلا زنيم ووقح لا أصل له ولا وطنية ولا ضمير له. فما يحاك ضد السودان وكل الدول العربية والإسلامية ما هو إلا مخطط استعماري حديث وجميعكم تدرون وترون ما يحدث في الساحة العربية والإسلامية من الأزمات والمشاكل والتشظي والإنقسام هنا وهنا. في السودان, ليبيا, اليمن, سوريا, العراق, لبنان, إيران.. والبقية تأتي وعلى الباقي تدور الدوائر. بلادنا ومنذ أن نالت استقلالها بعزم ومشقة وإرادة شعب لم تهنأ أو تفرح بهذا الاستقلال. فرح المستعمر ببدنه وجسده ولكنه ترك أفكاره وسمومه وأمانيه وأطماعه وبات أيضاً يتواصل في غزوه الفكري والأيدولوجي والإعلامي واصبح هنالك نوعاً جديد وخطراً من الاستعمار الحديث الذي هو أسوء وأخطر من الاستعمار الميداني. لأن الاستعمار الحديث هو استعمار فكري ثقافي أيدولوجي إعلامي يغزو عقل الإنسان وساعدت في نماؤه ونجاح التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة التي استخدمها العدو بكل فطنة وبراعة وذكاء وخداع ليصل الى هدفه ومبتغاه وليس ما يحدث الآن من خلال مواقع التواصل من الواتساب والفيس بوك وتويتر والأنستجرام واليوتيوب من خلال الشبكة العنكبوتية من التضليل الإعلامي والأكاذيب ونشر الدعاوي الكاذبة وانتشار الإشاعات بصورة غير معهودة بالصوت والصورة وهي إشاعات مقرضة افسدت التصور الحقيقي للمعلومة وشوهت ولطخت وجه الحياة بطين أسود كريه الرائحة. القنوات الفضائية الإخبارية المتخصصة وعلى رأسها قناة الجزيرة بثت سمومها وتغير الملامح وتسعى في الإعلام فساداً. لقد اتحدت مياه الجزيرة الملعونة المتأجرة الرخيصة بهجوم الشعوب وأزمات الأمم لتعمل على تأجيج نيران الفتنة وتلفيف الأكاذيب والتحريض العلني والخفي المقنع الذي في ظاهره الرحمة والجمال وفي باطنه السوء والعذاب. البلاد الآن وفي ظل الأزمات المتتالية التي تلاحقنا تواجه حملة إعلامية شرسة تريد أن تنهش لحم وعظم البلاد وسفك دماؤه على الرمال هجمات إعلامية مضللة وموجهة توجيهاً استراتيجياً وتكتيكياً لتغيب شعبنا وعصب عيناه وقلبه ومواده وضميره وعقله عن رؤية ومعرفة الحقيقة. دول وأفراد وجماعات من الداخل والخارج يريدون كيداً حسراناً ودماراً. وتشظياً لهذا البلد.. ولكن هنالك رجالاً أشداء أقويا شجعان يحبون هذا البلد ويضعونه في حدقات عيونهم لأنهم يعرفون قيمة الوطن ومكانته فالإنسان بلا وطن يرعاه ويحميه هو إنسان بلا هوية بلا هدف بلا معنى إنسان ضائع فاقد لقيمه بضياع وفقدان وطنه فكم من شعوب وأمم فرطوا في أوطانهم مما نفعهم الندم وما أجداهم. فمحاولة إرجاع أوطانهم مرة أخرى فجاثوا خلال ديار الأخرين وأصبحوا لاجئين معذبين أضل من الحيوانات البرية التي لا سيد لها ولا مأوى ولم يجدي الندم بعد فوات الوقت والزمن شئياً ولا نفعا. هذه موعظة مني الى شعب بلادي المسلم الحكيم فلازال في الزمن بقية ولم يبارح الوقت آوانه بعد. وحدوا أنفسكم ومدوا أياديكم البيضاء الى بعضكم البعض بغير منن ولا سوء أو تربص واحقاد كونوا إخوانناً فيما بينكم وانسوا كل المشاحنات والأحقاد وأجعلوا تقدم السودان وأمنه واستقراره ونماءه هدفكم ولا يخدعكم السفهاء والمتربصين بالعداء والدمار لهذا الوطن نحن أبناء وأسياد وأمناء هذ الوطن ولمسؤولين عن أمنه واستقراره وحمايته ورعايته وتقدمه هذا لا يأتي إلا إذا وضعنا أيدينا السمر في أيدي بعضنا وتركنا كل ما يفرقنا ويشتت ريحنا ويجعلنا نصاب بالفشل من الجهوية والطائفية والحزبية والقبلية وحب الذات كلنا أبناء السودان كلنا سواسية كلنا تحت سقف ورعاية وأمن وكنف هذا البلد الذي يجب أن نحافظ عليه لا أن ندمره بحرق الإطارات ووضع المتاريس وخلافة وحرق أماكن الشرطة ونهب ممتلكاتها والتخريب والفساد هذا لن يزيد الأمر إلا سوءاً ولن يقدمنا شبراً واحد بل سوف ننزل الى القاع ونهوى في وادي سحيق من السوء والعذاب وسوف نكون في أسوء الأحوال والعذاب والإذلال حسبنا الله ونعم الوكيل ونرفع أكفنا الى الله جل وعلا أن يجنب بلادنا الفتن والشرور ما ظهر منها وما بطن ويهدي كل فاجر ومعتد أثيم ويدمر كل عدو يريد شراً أو سوءاً بهذا البلد ويرد كيده الى نحره ويجعله من الخاسرين. اللهم أصلح حال بلادنا وعبادنا وأنصر بلادنا على الأعداء والخونة وأجعل لنا من أمرنا رشدا وأهدنا سبل السلام.