يقول مراقبون أن الخطوات التي قام بها البرهان والتي سماها البعض بالانقلاب العسكري، وبغض النظر عن التسميات والتوصيف القانون والاخلاقي لها، لكن هذه الخطوات ترضي الجانب الروسي تماماً، حيث انه من المعروف عن الروس أنهم أكثر ميلاً لدعم الدول ذات الأنظمة العسكرية والشمولية نظراً للموقف الغربي السلبي منها، وبالتالي يتوقع محللون أنه ان ثبت البرهان على موقفه واستطاع تقوية حكمه فهذت سيحفز دولاً مثل روسيا والصين على عرض المزيد من اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية والعسكرية.
اما عبد الفتاح البرهان فليس من الواضح الآن الى أي مدى قد قام بالتخطيط لما قام به، ومن غير المؤكد انه يملك رؤية استراتيجية بعيدة المدى بخصوص الوضع في السودان، لكن مما لا شك فيه انه سيدرك بسرعة أن ما قام به من خطوات للاستحواذ على السلطة ستضعه أمام خيار وحيد مناسب من حيث التحالفات الدولية الخارجية، وسيضطر الى التقرّب من روسيا أكثر على حساب العلاقات مع الغرب الذي لن يغفر له الانقلاب على رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك المدعوم من قبل المجتمع الدول.
روسيا من جهتها كانت دائماً تقول أنها تدعم اي سلطة شرعية في السودان ولا تتدخل في شؤونه الداخلية، على عكس الشركاء الغربيين، لكن هذا لا يعني ان روسيا لا تهتم بنوع الحكم ومن هم على رأس السلطة في السودان، ومن البديهي أن الجانب الروسي سيميل الى دعم القوى العسكرية على حساب المكون المدني في السودان ذو الارتباطات الغربية وخصوصا مع الولايات المتحدة، وما حصل في اليومين الأخيرين يحفز روسيا للقيام بخطوات تجاه تعميق العلاقات مع السودان.