اعتبرت اللجنة السودانية العليا الخاصة بملف سد النهضة الإثيوبي أن عزم أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو/تموز المقبل هو تهديد للأمن القومي السوداني، في حين أكد الرئيس الإريتري أسياس أفورقي أن الطريقة التي تحل بها الأزمة حاليا ستطيل أمدها.
وشددت اللجنة برئاسة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك على ضرورة دعم مقترح تحويل مسار القضية إلى مسار رباعي يتكفل بدور الوساطة والتسهيل وليس المراقبة فقط، ممثلا بالاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
من جانبه، قال الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إن أزمة نهر النيل بين السودان ومصر وإثيوبيا يجب ألا تخرج عن إطارها الفني.
وأضاف أفورقي في حديثه للتلفزيون الإريتري أن الطريقة التي تحل بها أزمة سد النهضة الإثيوبي في الوقت الراهن ستسهم في استمرارها وخلق مزيد من الأزمات، حسب تعبيره.
وأوضح أن الأزمة بلغت مرحلة مستعصية، فضلا عن الطريقة التي تعالج فيها، مشيرا إلى أن كلا من إثيوبيا والسودان يمران بمرحلة انتقالية، لذا تثار هذه القضية الآن ولم تثر قبل 5 أو 6 سنوات.
ويرى أفورقي أن نقل الملف إلى الاتحاد الأفريقي أو الوساطة الأميركية سيطيل أمد الأزمة وستستمر على ما هي عليه، وسوف تخلف مزيدا من الأزمات، مما سيؤثر على استقرار دول حوض النيل.
وأكد الرئيس الإريتري أن أزمة النيل بين السودان ومصر وإثيوبيا يجب ألا تخرج عن إطارها الفني، وعلى الدول الثلاث التخطيط لاستخدامات النيل، ليس فقط الآن، بل أيضا بعد 20 سنة، حيث سيتجاوز سكان الدول الثلاث 500 مليون نسمة.
ملء خزان سد النهضة الإثيوبي يهدد أمننا القومي.. وزير الري يصرح
وفي ذات السياق قال وزير الري السوداني ياسر عباس -فيدالفترات السابقة- إن بلاده ترى أن أي ملء لخزان سد النهضة الإثيوبي من جانب واحد في يوليو/تموز، سيشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي السوداني.
وقال الوزير في مقابلة مع رويترز إن السودان يقترح “توسيع المظلة في التفاوض (بين السودان ومصر وإثيوبيا)، لتشمل مع الاتحاد الأفريقي: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.. وتحول دور هذه المؤسسات الأربع من مراقبين إلى وسطاء”.
وأضاف عباس أن “الملء من جانب واحد قبل الوصول لاتفاق يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي السوداني”.
وبدأت إثيوبيا ملء الخزان خلف السد بعد هطول أمطار الصيف العام الماضي، على الرغم من مطالب مصر والسودان بضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ملزم بشأن ملء الخزان وتشغيل السد.
وتعتبر مصر سد النهضة الإثيوبي تهديدا كبيرا لمواردها من المياه العذبة، والتي يأتي أكثر من 90% منها من نهر النيل.
وتعمل إثيوبيا على بناء سد الطاقة الكهرومائية على النيل الأزرق، بالقرب من حدودها مع السودان، وتقول إن السد مهم لتنمية اقتصادها.
ويتدفق النيل الأزرق شمالا إلى السودان ثم مصر، وهو الرافد الرئيسي للنيل.