سيفكر البعض أن يُعين شيطان الكِبر على السيد إبراهيم الشيخ فيحيط موقفه الجديد بشماتة المنهزم، ولكن فى الحقيقة ماقال به الرجل هو العكس تماما فالسيد إبراهيم انتصر لنفسه وللوجدان الوطنى السليم وانتصر لحالات النضج العقلى ولطالما هزمتنا جميعا روح التزيُّد والمزايدات ، والخطاب السياسى السودانى خطاب مترع بالهتافية والنفس السياسية السودانية تضيق بكل آخر حتى إذا لم تجد آخرا تضيق به ضاقت بنفسها، تتسع هذه الأرض وتتسع الفرص على ظهرها ولكن أخلاق الساسة والنخب هى التى تضيق ، يبدو لك دائما أن البلد ليست فى حاجة لمبادرات جديدة بقدر ماهى فى حاجة لمواقف نفسية جديدة ومواقف ذهنية وأخلاقية جديدة وماتفضل به إبراهيم يمكن أن يكون خطوة جيدة فى هذا الإتجاه ،، نحتاج جميعا لعمليات إعادة تأهيل ..كعمليات قص المعدة لنعالج حالات الإنتفاخ الكذوبة التى تتلبسنا منذ عقود، نحتاج لحِمية وطنية تعالج فينا حالات الكسل والترهل تجاه قضايا الناس والبلد ، ونحتاج لعمليات مراجعة فى الجبر والرياضيات حتى لانرى الآخر مجرد كسور وبواقى ويجب إهماله واسقاطه ، نحتاج أن يكف كل واحد يده وألا يرمى العود الذى في يده فى نار حريق هذا البلد الكسير ، لقد ظللنا منذ عقود نُصلى هذا الوطن نار اختلافاتنا الطفولية البلهاء وكانت كلما نضجت جلوده ابدلناها لنعيد حرقه عبر أشواط جديدة من التناحر .
- مثلما دعونا أن يحتشد الناس مع مبادارات الطيب الجد ببصيرة ، ندعو أن يوقع الساسة بأسمائهم تحت ما خطه الرجل .
شكرا ابراهيم الشيخ