ازدادت حدة الصراع العسكري بين تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية في الشمال السوري، حيث أعلنت وزارة الدفاع التركية أن هجوما استهدف القوات المسلحة التركية التي كانت تحاول تأمين منطقة عمليات “نبع السلام” شمالي سوريا، حتى يتمكن المواطنون السوريون من العودة إلى منازلهم بأمان وطوعية وكرامة.
وقال الجيش التركي إن جنوده ردوا على إطلاق النار، وإنه تم تحييد 20 ممن وصفهم بإرهابيي وحدات الحماية الكردية وحزب العمال الكردستاني الذين شاركوا في الهجوم، دون أن يحدد مصيرهم.
وأفادت مصادر حقوقية سورية بتواصل الاشتباكات منذ يوم الجمعة قرب بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي -التي تتخذ منها قوات سوريا الديمقراطية مقرا رئيسيا- بعدما حاولت القوات التركية والفصائل المعارضة التقدم في قريتي المعلق وصيدا.
وقصفت القوات التركية فجر الأحد بالمدفعية مواقع قوات سوريا الديمقراطية التي تعد وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، كما تدخل الطيران الحربي التركي لدعم القوات على الأرض، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
الصراع في الجنوب
وفي الجنوب السوري أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن طائرة مسيّرة مجهولة الهوية استهدفت، فجر اليوم (الاثنين) آباراً نفطية، عند الحدود السورية – العراقية، في بادية البوكمال الجنوبية بريف دير الزور، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وقال «المرصد»، الذي يتخذ من لندن مقراً له، في بيان، إن «الآبار التي جرى استهدافها الطيران المسيّر كانت الميليشيات الإيرانية قد أعادت تأهيلها في الفترة السابقة، بعد أن دمرها تنظيم (داعش) خلال فترة وجوده وسيطرته على المنطقة».
ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر البشرية الناجمة عن القصف، وفق «المرصد السوري».
وتتواصل عمليات الاغتيال في محافظة درعا، جنوبي سوريا، والتي تطال في غالبها “متصالحين ومتعاونين وعناصر ومتطوعين” مع قوات النظام، وفي سياق ذلك، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل شاب بعد تعرضه لإطلاق نار من قِبل مسلحين مجهولين في بلدة جاسم بالريف الشمالي لمحافظة درعا.
ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن الشاب انشق عن قوات النظام خلال السنوات السابقة، إبان سيطرة الفصائل على درعا، وبعد سيطرة النظام المحافظة، أجرى ما يعرف بـ “المصالحة والتسوية” وعمل في صفوف فرع “الأمن العسكري” قبل أن يتم اغتياله اليوم.
الغارات الروسية ضد داعش في البادية
وتتواصل عمليات القصف الجوي الروسي على مناطق انتشار تنظيم “الدولة الإسلامية” في مناطق متفرقة من البادية السورية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تناوب طائرات حربية روسية على شن نحو 54 غارة جوية خلال 24 ساعة الفائتة، استهدفت خلالها مناطق بريف حماة الشرقي وبادية الرقة وعند الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، بالإضافة لبادية الميادين.
وطالت الضربات كهوف ومغار وآليات تابعة لعناصر التنظيم الذين ينشطون بشكل كبير جداً هناك، وخلفت الغارات الروسية مقتل 7 عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” وقد يكون العدد أكبر من ذلك نظراً لاستهداف كهوف ومغر من الممكن أن يكون عناصر التنظيم يتحصنون داخلها، حيث جرى تدمير عدد من تلك المغار والكهوف بالإضافة لآليات.
جبهة حلب الغربية
وفي مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، قتل 7 مدنيين وأصيب آخرون نتيجة قصف مدفعي شنته قوات النظام على مستشفى المدينة.
وفي مدينة إدلب قتل 7 أشخاص وأصيب 13 آخرين، كما نقل 5 مصابين في حالة خطيرة إلى تركيا للعلاج على الفور، ومن بين المصابين نوار كردية مدير الصحة في المناطق الخاضعة للمعارضة بريف حلب.
وبحسب مراسل الجزيرة فإن المستشفى الذي استهدفه النظام يخدم أكثر من مئة ألف مدني في مدينة الأتارب ومحيطها بريف حلب، وهي مشمولة بمنطقة خفض التصعيد التي تم الاتفاق عليها بين تركيا وروسيا وإيران في مايو/أيار 2017.
بدوره، أكد الدفاع المدني السوري عبر فيسبوك أن قوات النظام السوري استهدفت المستشفى بعدة قذائف مدفعية، مما تسبب أيضا في أضرار مادية أدت إلى خروج المستشفى من الخدمة.