واحسرتاه على سيادتنا الوطنية التي انتهكت وتتراجع للخلف كل يوم وكل صباح والجميع من اهل السودان يرى كل يوم المزيد من التدخلات في شئون السودان الداخلية والاستخاف بقيادته وشعبه وحكومته وحرية قراره….ان تدخل السفارات والسفراء والمبعوثين الاجانب في شاننا الداخلي قد فات كل حدود الصبر عليه والشي المؤسف له حقا ان حكومتنا ووزارة خارجيتنا تنظر لتلك التدخلات وتسمع وترى وهي في صمت رهيب صمت القبور يحسده عليها الاعداء قبل الاصدقاء ولا تحرك ساكنا ولو باضعف الايمان وكان الامر لا يهمها. لهو امر عجيب ومحير ومريب منها.وماهو سر هذا الصمت؟ الى متى هذا الضعف والهوان وقلة الحيلة. ليس من الحكمة ان تترك حكومتنا هذه اللجنة الاممية المفروضة علينا تفعل كما تريد وتفصل وتخيط وتفعل مشرطها في شعب السودان كما تريد. وليس من الحكمة ايضا ان تترك قيادتنا وحكومتنا هولاء الاجانب من السفراء والمبعوثين الامميين يسرحون ويمرحون ويتحركون في ارض السودان التي هم ضيوف عليها ويجب عليهم احترام سيادتها وقيادتها والاينصبوا انفسهم حكام عليها.. ان ما يحصل من من تدخلات الاجانب والمبعوثين هذه الايام في الشان السوداني وخاصة من البعثة الاممية ورئيسها فولكر هو امر عجيب و لايجب السكوت والصبر عليه.. بالامس سمعنا عبر وسائل الميديا المختلفة ان السفارة الامريكية اصدرت بيانا تحريضا يحث على التظاهر تزامنا مع مايسمى ذكرى فض اعتصام القيادة وتحدث بيان السفارة عن تظاهرات واعتصامات في كل الشوارع وعصيان مدني وتطالب في استخفاف واستفزاز القوات الامنية بعدم التعرض و التصدي لها شي عجيب منتهى التطاول. وكان السودان هو ولاية امريكية والسودانيين هم رعاياها..هذا تدخل سافر يستوجب الحسم لهذه السفارة مدعية الديمقراطية في العالم ويجب على قيادتنا ووزارة خارجيتنا الا تترك هذا الامر يمر مرور الكرام دون خطوة عملية حاسمة توقف هذا العبث والتدخل في شئون السودان وعدم تكراره مرة اخرى. ومن الناحية الاخرى نرى ونسمع ونشاهد العجب. هناك تدخل رخيص وهو الاشد تدخلا في الشان السوداني يصدر من البعثة الاممية ورئيسها فولكر ولم يكن هذا التدخل وليد صدفة بل اتى هذا التدخل السافر والغير مقبول تزامنا مع مايسمى ذكري فض اعتصام القيادة .فقام هذا الفولكر بتقديم وتوزيع الدعوات لاسر شهداء الاعتصام لحضور احتفال ذكري شهداء الاعتصام واقام فولكر مظاهرة صامتة امام بعثته واوقد معهم الشموع على ارواح شهداء الاعتصام منتهي التدخل والتطاول والاستفزاز لشعب السوادن وقيادته. ولكن الرد السريع والصدمة والصفعة القوية و الكبيرة والمؤلمة جدا لفولكر والتي لم يفيق منها حتى الان على تدخله و دعوته اسر الشهداء فقد اتت هذه الصفعة من اسرة الشهيد كشة حيث رفضت اسرته دعوته لحضور اضاءة شموع احتفال الشهداء وطالبوه بان ينصرف لمهامه الاساسية والتي ليس من بينها احتفال الشهداء وان يلتفت للقضايا التي اتي من اجلها في مساعدة السودانيين للوصول لاتفاق ينهي حالة الحرب بينهم وان يبحث وبعثته في استدامة السلام ولملمة شتات السودانيين وبسط الحريات العامة للوصول للتحول الديمقراطي المنشود والحكم المدني.وبهذا التصرف الهمجي من فولكر الذي يخالف العرف الدبلوماسي واحترام سيادة الدول و ينظم العلاقات بين الدول الاعضاء في المنظمة الاممية وميثاق الامم المتحدة الذي يحث على احترام سيادة الدول وشعوبها الاعضاء في المنظمة الاممية وعدم التدخل في قرارات الدول السيادية وحرية قرارها وبسط سيادتها على اراضيها دون تدخلات. فهذا الفولكر وبعثته الذين هم كارثة على السودان لم يلتزموا بما نصت عليه هذه المواثيق الدولية كما انهم يفتقدوا للحياد والنزاهة وبافعالهم هذه قد تخطوا كل الخطوط الحمراء على سيادة السودان و ذلك استخافا واستفزازا لشعب السودان وقيادته. والله من الموجع ان القلب يدمي والمرارة تكاد تنفقع وتسيل منها الدماء من صبر الحكومة ووزارة خارجيتنا على هذه التدخلات وهذه التجاوزات الغير مبررة والتعدي الواضح والصريح والظاهر على سيادة السودان.ان جراح انتهاك السيادة الوطنية وهذا التطاول من بعثة الامم المتحدة وفولكر على وجه الخصوص لم يندمل بعد ولن يندمل وسوف يظل يدمي ويدمي باستمرار الى ان تتحرك قيادتنا وتثلج صدور شعبها الذي ينتظرها…ختاما رسالتنا لقيادتنا ووزارة خارجيتنا. اي صبر هذت الذي تتحلون به واي مصلحة ترجوها من هذه البعثة ووجودها على ارض السودان وتطاولها على سيادته وتدخلها واستفزازها لشعب السودان وقيادته وقد شاهدنا بالامس الملايين التي انتفضت ضدها وكل الشعب السوداني خرج مطالبا بطردها من السودان الا قلة من العملاء تريدها سلم للوصول للسلطة.. فكل تحركات هذه البعثة ورئيسها هي خصما على سيادة السودان وكرامة شعبه..فعليكم ان تستمعوا يا قيادتنا لصوت الشارع الوطني الحر ولا تتجاهلوه هذا الشعب الصابر الذي يمتلي حبا لتراب السودان وسيادته واحتراما لقيادته لن يرضى ابدا هذه التدخلات او استفزاز قيادته وانتهاك سيادته… رسالتنا الاخيرة لهذا الشعب الكريم الصابر والمتصبر واحزابه السياسية وكياناته المختلفة ان تعالوا الى كلمة سواء حاكمين ومعارضين للوفاق واقفلوا باب التدخلات الخارجية للابد. وانهوا حالة الانقسام والصراع على السلطة وان يكون همكم و شعاركم مصلحة السودان واستقراره وحرية قراره يكون ذلك فوق اي اعتبار وفوق اي مصلحة شخصية حتى يسود الامن والامان والاستقرار للسودان الذي اكتوى بنيران الحروب منذ الاستقلال.. الرسالة الاخيرة لقيادتنا بشقيها العسكري والمدني ان الشعب ينتظر منكم خطوة عملية توقف هذا العبث وهذه التدخلات.ونناشد بصفة خاصة قائد الدولة البرهان ان يفعلها وسوف يجد الشعب السوداني على اتم الاستعداد وتمتلي به كل الشوارع تاييد له ومباركة لخطواته وفي كل خطوة تخطوها في سبيل حفظ كرامة السودان وسيادته كما وقف من قبل مع القيادة في ٢٥ اكتوبر القوية التصحيحية والتي انهت حكم ثلاث سنوات عجاف من الاقصاء والانفراد بالسلطة والاستبداد والبطش بالشعب والتمكين الممنهج…
عبدالمنعم حمد