تقابلنا في الحياة الكثير من المواقف والمشاكل والخلافات التي تحتاج إلى اتخاذ قرار سليم، يساعد في أمورنا مستقبلاً، وهذا القرار يرتبط ارتباطاً وثيقًا بالمعطيات، ونبنيه عليها، وبغض النظر عن صحتها فقد يصيب الشخص وقد يخطئ، علماً بأن القرار السليم لا يتخبطه الشخص فيعتمد على رؤيته الشخصية تجاه الأمر، أو بتأثير آخرين برأيهم، أو سلطتهم، وهنا لا بد من القناعة بآراء هؤلاء عند القبول بوجهات نظرهم.
فاتخاذ القرار يحتاج إلى شخص قوي وشجاع لا يتحسر ولا يندم على شيء قرره بنفسه، يحتاج إلى شخص يؤمن بالأقدار، ولا يتأثر بالعواقب مهما كانت، فالأقدار لا أحد يوقفها ويتحكم فيها، فقط علينا أن نختار القرار السليم دون رجوع فيه كي لا نفكر في تلك العواقب.
هناك قرارات لا
تحتمل التراجع عنها، وهذه لها تأثير سلبي في ذات أي انسان، فتقلل من وزن الشخص ومكانته بين الناس، لعدم ثباته على قرار ورأي معين، فيكون متذبذباً ومضطرباً بعض الشيء، وهذا النوع من الناس يكون خائفًا من نتيجة قراره، فيتنبأ بالعواقب، ويطرح على نفسه الكثير من الأسئلة والأجوبة التي تجعله في حالة تراجع وتردد .
وبالعكس تماماً هناك قرارات مصيرية لا تقبل التمادي، فلحظة الإدراك بخطورتها وتأثيراتها لا بد من إبطال القرار بأسرع وقت لتجنب العواقب إن كانت وقتية أم مستقبلية.
نوع الشخصية له تأثير في اتخاذ القرار، فالشخصية الضعيفة هي من يستطيع الآخرون التأثير في تغيير قراراتها، وهذه قد تعيش حياة تسيطر عليها المشاكل والاضطرابات النفسية، وخصوصاً إن تعلق الأمر بأشخاص، فتعجز هذه الشخصية عن اتخاذ قرار بين اثنين، وقد يميل إلى أحدهما بدافع الخوف والضعف، فنسمع بتلك المشاكل الأسرية التي ينحاز فيها الزوج إلى أمه، أو زوجته على حساب الأخرى، وهذه بالذات تحتاج إلى شخص يتعامل بحكمة وعقل، لا على ميل وضعف.
أما الشخصية القوية فهي التي تستطيع مواجهة القرارات الصعبة بكل ثقة وجرأة، بينما المتهورة لا تكترث لشيء إطلاقاً، ولا يهمها أمر أحد، فتقرر متى شاءت دون دراسة وحكمة وتريث.
قد تتخذ قرارًا تقتنع به وتتحمل عاقبته، لكن ليس الأمر لوحدك فقط، فهناك قرارات تكون نتيجتها ضياع مستقبل آخرين، وتأثير في حياتهم، فقرارات الطلاق تتبعها أمور أخرى متعلقة بالأبناء من تربية ومسؤولية تجاههم، وفقد حنان الأبوين، واستقرار الأسرة، إلا إذا كان هذا الطلاق أنسب حل لوقف التوترات والخلافات.
هناك قرارات مصيرية ولا تقبل القسمة على اثنين، كأمر اختيار الشريك الحياتي لأنها حياة عمر لا تحتمل التخبط. وكذلك القرارات التي تهم الشعوب لا بد من دراستها بكل المعطيات والاحتمالات .
علينا دائماً إعمال العقل عند اتخاذ قرار لا بالقلب، فالعقل يأخذنا إلى بر الأمان، وإن كان قراراً خاطئاً فآثاره سوف تزول بعد حين، أما تلك القرارات التي نتخذها بعاطفة فهي لا محالة تجرنا إلى فوهة مظلمة، نشعر لحظة الاقتراب منها بعدم الاطمئنان والهلع والخوف.
عموما ياصديقي ان أي قرار يتضمن عدة احتمالات لذا يجب النظر فيها ومفاضلتها واختيار الأنسب منها،والإيجابي والصحيح منها.