أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، عن موجات تفشي مرض شلل الأطفال بكل من اليمن والسودان، بعد سنوات من انتهاء المرض في البلدين.
جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق المتوسط، أحمد المنظري، والمدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتيد شيبان.
وأفاد البيان بأن “حالات وباء شلل الأطفال التي تم تأكيدها مؤخرا في اليمن والسودان هي من عواقب تدني مستويات المناعة بين الأطفال”.
وأردف: “أدت كل موجة من تفشي المرض إلى إصابة الأطفال بالشلل في المناطق التي يصعب فيها تزويد الأطفال باللقاح المضاد له”.
وتابع: “موجات تفشي المرض لم تكن مفاجئة، حيث تسببت عملية تنقل المجتمعات المكثفة بالسودان، وحركة النازحين بسبب النزاع، وتنقل السكان المتكرر بين بلدان الجوار، لعدم توفير اللقاح للأطفال”.
واستطرد: “في اليمن تتجمع الحالات بمحافظة صعدة (أقصى الشمال)، التي تعاني من نقص حاد في مستويات التلقيح، إضافةً إلى أن برنامج القضاء على شلل الأطفال لم يصلها منذ أكثر من عامين”.
كما أوضح البيان أن “السودان شهد آخر حالة إصابة بشلل الأطفال في عام 2009، بينما شهد اليمن آخر حالة عام 2005”.
وحذر من “وجود أطفال مشلولين طيلة حياتهم بالبلدين، في حال لم يتم تلقيح كل طفل بالمناطق التي تعرف انتشار المرض”. ولم يذكر البيان أي إحصائية حول أعداد الأطفال المصابين بالمرض في كلا البلدين.
أغسطس الماضي أعلنت الأمم المتحدة خلو إفريقيا من الفيروس ولكن ..
شلل الأطفال مرض فيروسي يمكن أن يسبب الشلل ويصيب بشكل رئيسي الأطفال دون سن الخامسة. في حين أنه لا يوجد علاج لشلل الأطفال، حيث يمكن الوقاية من المرض من خلال لقاح فموي.
وينتقل الفيروس من شخص لآخر، في الغالب، من خلال ملامسة البراز المصاب، أو بشكل أقل من خلال الماء أو الطعام الملوث، حيث يتكاثر داخل الأمعاء.
ويأتي بيان الأمم المتحدة مناقضاً لإعلانها في أغسطس الماضي عن القضاء على فيروس شلل الأطفال البري في إفريقيا، واصفين الخطوة بأنها “علامة فارقة” للقارة.
حيث أعلنت اللجنة الإقليمية المستقلة لإفريقيا المعنية بالإشهاد على استئصال شلل الأطفال رسميا أن 47 دولة في الإقليم الأفريقي لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة خالية من الفيروس، مع عدم الإبلاغ عن أي حالات لمدة أربع سنوات.
وقالت حينها الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا: “هذا معلم بالغ الأهمية لأفريقيا. الآن يمكن لأجيال المستقبل من الأطفال الأفارقة أن تعيش بدون شلل الأطفال”. ألا أن الوضع الحالي في اليمن والسودان ينذر بعكس ذلك.