أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن فتاوى تيارات التطرف حول الجهاد والقتل مدلسة، وأنها شاركت في تشويه صورة الإسلام وشريعته.
وذكر شيخ الأزهر في تصريحات له اليوم الاثنين أن كتائب التغريب والحداثة تفرغت لتشويه صورة رموز المسلمين وتلويث سمعتهم والسخرية من تراثهم، مضيفا أن الجميع صمت عن ظاهِرةِ تفشي التعصب الديني سواءٌ على مستوى التعليمِ أو الدعوة والإرشاد.
وتابع أن الساحةَ الثقافية الإسلامية وغير الإسلامية لا تُظهر جدية في تحمل المسؤولية تُجاهَ الشباب وأصبحَ على كثيرٍ من الشباب المسلم أن يخـتار في حلبةِ هـذا الفراغ والصراع: إمَّا الانغلاق والتعصُّب والكراهية والعُنف ورفض الآخـر، أو الفـراغ والتِّيه والانتِحار الحضاري.
تيَّارُ الانغلاق
وأوضح الشيخ أنه إذا كان تيَّارُ الانغلاق قد أخفق في رسالتِه بعدما راهن على قُدرة المسلمين على العَيْش والحياةِ، بعد أن يُوصِدُوا أبوابَهم في وجه حضارة الغرب وتدفق ثقافتِه، بل تراجع بعد ما خلف وَراءَه شبابا أعزل لا يستطيع مواجهة الوافد المكتسح؛ فإن تيار المُتغرِّبين والحداثيِّين لم يكن بأحسن حظا، حين أدار ظهره للتراث، ولم يجد حرجا ولا بأسا في السخرية والنيل مِنه، وكان دُعاتُه كمَن يغرد خارج السرب، وزادوا المشهدَ اضطرابًا على اضطراب.
و أكد أن التيار الجديرُ وحدَهُ بمُهِمَّةِ التجديد الذي تتطلَّعُ إليه الأُمَّة هو الإصلاحي الوسطي، والمقصود به التجديد الذي لا يُشَوه الدين ولا يُلغيه، وإنما يأخذ من كنوزِه ويستضيءُ بهديِه، ويَتركُ ما لا يُناسبُ من أحكامه الفقهيَّة إلى فتراتِها التاريخيَّة التي قِيلَت فيها، وكانت تمثِّلُ آنئـذٍ تجـديدًا استدعاهُ تغيُّر الظُّروف والأحوال، مشيرًا إلى أن من لم يَعْثُر على ضالَّتِه فعليه أن يجتهدَ لاستنباطِ حُكْمٍ جديدٍ يَنسجمُ ومقاصِدَ هذا الدِّين.
وأكد شيخ الأزهر أنَّ القضايا التي هي محـلُّ التجـديد كثيرة لا يستوعبُها مؤتمرٌ واحدٌ، لذلك قرَّر الأزهر الشَّريف إنشاءَ مركزٍ دائم باسم: “مركز الأزهر للتراثِ والتجديد” يضمُّ عُلماء المسـلمين من داخل مصرَ وخارجِها، كما يضمُّ مجموعةً من أسـاتذةِ الجامعات والمتخصِّصينَ في مجالات المعرفة مِمَّن يُريدون ويَرغبون في الإسـهامِ في عمليَّةِ التجديد الذي ينتظره المسلمون وغير المسلمين أيضًا.